أكد الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية السفير سعيد أبوعلي، أن « نداء القدس »، الذي وقعه بالرباط الملك محمد السادس وقداسة البابا فرانسيس يعتبر أقوى رد دولي حتى الآن على المحاولات الرامية لتغيير معالم القدسالمحتلة الحضارية وطمس هويتها الدينية. وجاء في تصريح للمسؤول بالجامعة العربية أن « هذه الوثيقة التي وقعها البابا ممثلا عن المسيحية في العالم والملك بصفته أمير المؤمنين وممثلا عن الإسلام، هي بمثابة الرد الأقوى و الأكثر بلاغة حتى اليوم في التأكيد على أن القدس هي لكافة أتباع الأديان السماوية وليست لليهود و حدهم وليس من حق أي كان تغيير هذا الواقع ». وسجل أن الملك طرح الجانب الروحي للمسألة مع شخصية لها مكانتها الروحية في العالم ، وهو ما أكسب الوثيقة أهمية استراتيجية بالغة، مؤكدا أن « نداء القدس » بشكله ومضمونه « نداء عظيم لا يمكن أن يصنعه إلا رجل مؤمن حكيم عظيم هو أمير المؤمنين ، الملك محمد السادس ». وتابع أن القدس « إرث انساني و ليست عاصمة لإسرائيل أو لليهود دون سواهم »، مبرزا أن الأمر يتعلق بوثيقة تاريخية في منتهى الأهمية، في سياق التصدي لقرار الإدارة الأمريكية الذي يعتبر القدس عاصمة إسرائيل ويستبعد أي حق أو صلة للأديان السماوية الأخرى بالمدينة. وقال في هذا الصدد » أرى أنها وثيقة تاريخية ذات أهمية بالغة في السياق الذي جاءت فيه، أي السياق الروحي باعتبار أنها صدرت عن شخصيتين دينيتين بارزتين وهذا باعتقادي أمر بالغ الدلالة »، مبرزا في ذات السياق دور الوثيقة في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية من خطر التهويد في القدس وما يتعرض له المسجد الأقصى من تهديد. وأشار إلى أن النداء « في وقته ومضمونه وسياقه هو تاريخي بكل بالمعاني، وفيه قدر كبير من الحكمة ومن الذكاء و العقلانية التي تميز فكر و مواقف الملك محمد السادس » واصفا إياه كذلك ب « الإنجاز الهام في سياقات التسامح و التصدي للإرهاب و العنف و الاسلاموفوبيا ».