وافقت اللجنة التنفيذية في حزب العمال المعارض البريطاني الثلاثاء على اعتماد تعريف دولي لمعاداة السامية في مدونة السلوك الخاصة بالحزب، بعد جدل أعاد توجيه انتقادات داخلية لرئيس الحزب جيريمي كوربن. وقررت اللجنة أنه في التعامل مع الاساءات لليهود، ستستخدم تعريف وأمثلة التحالف الدولي للمحرقة لمفهوم معاداة السامية. وكان منتقدون قالوا إن بعض الأمثلة التي اعتمدها التحالف الدولي للمحرقة لمفهوم معاداة السامية يمكن أن تمنع الانتقادات لدولة إسرائيل. واستمر النقاش أشهرا من الجدل حول مفهوم معاداة السامية في الحزب، اتهم خلالها نواب ومجموعات يهودية كوربن بعدم استئصال المشكلة. واضطر الزعيم العمالي، وهو من النشطاء المؤيدين للفلسطينيين، للدفاع عن مواقفه في الاشهر الماضية. واستمر اجتماع لجنة حزب العمال بضع ساعات كان خلالها متظاهرون من طرفي النقاش، يطلقون هتافات في الخارج. وقال متحدث باسم حزب العمال إن « اللجنة التنفيذية الوطنية اعتمدت اليوم تعريف التحالف الدولي للمحرقة لمفهوم معاداة السامية الذي اعتمد عام 2016 ». وتم اعتماد ذلك « بموازاة بيان يضمن أن لا يقوض ذلك بأي شكل من الأشكال، حرية التعبير حول إسرائيل أو حقوق الفلسطينيين ». غير أن البيان سرعان مع اثار انتقادات. وغردت النائبة العمالية مارغريت هودج، إحدى أشد منتقدي كوربن حول المسألة، قائلة إن القرار يمثل « خطوتين إلى الأمام وخطوة إلى الوراء ». وتساءلت « لماذا يتم تخفيف التبني الكامل لتعريف التحالف الدولي للمحرقة لمفهوم معاداة السامية بشرط غير ضروري ». وقالت مجموعة « عمال ضد معاداة السامية » إن البيان التوضيحي « يجازف باعطاء العنصريين في الحزب بطاقة خروج من السجن ». وفي الخارج قال ستان كيبل، سكرتير مجموعة « عمال ضد مجموعة حملة المطاردة » إن المعركة أكبر من مسألة معاداة السامية. واوضح ان تعريف التحالف الدولي للمحرقة لمفهوم معاداة السامية وضع خصيصا لربط معاداة السامية بانتقاد الصهيونية وإسرائيل. وقال لوكالة فرانس برس إن « هذه الحملة كلها المتعلقة بمعاداة السامية كذبة ». لكن المتظاهر من الطرف المقابل ديمون لينسزنر قال إن اليهود البريطانيين يشعرون « بأنهم مهددون ». وأضاف أن « اليسار المتطرف في أي دولة طالما كانت لديه مشكلة مع معاداة السامية، تماما مثل اليمين المتطرف ». وكتب في الرسالة ان هناك « فشل مؤسساتي متكرر » داخل الحزب للتصدي للمشكلة واتهموا كوربن بالانحياز مع المعادين للسامية « المرة تلو الاخرى ». ويشدد أنصار كوربن على أنه عمل كل حياته من أجل السلام ولمكافحة العنصرية.