أوقفت شرطة طهران نحو ثلاثين امراة في طهران كشفن رؤوسهن في مكان عام احتجاجا على قانون يفرض الحجاب منذ الثورة الاسلامية في 1979، بحسب ما اوردت وسائل اعلام ايرانية الجمعة، حسب وكالة الأنباء الفرنسية. وافادت وكالتا « فارس » و »تسنيم » للانباء ووكالة الانباء العمالية (ايلنا) ان النساء اوقفن بتهمة الاخلال بالنظام العام. وكان النائب العام محمد جعفر منتظري قد قلل الأربعاء من أهمية الاحتجاجات المتصاعدة قائلا إنها تصرفات « تافهة » وصبيانية » بتحريض من أجانب على الأرجح. وكان منتظري يرد على سؤال بشأن توقيف امرأة في وقت سابق هذا الأسبوع بعد أن وقفت في وسط شارع مزدحم في طهران وقد خلعت حجابها وعلقته على عصا تلوح بها. وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صورا ل11 امرأة على الاقل ظهرن في طهران بالطريقة نفسها من دون حجاب. وقال محامية بارزة ناشطة في مجال حقوق الانسان لوكالة فرانس برس الثلاثاء ان القضاء حدد كفالة تتجاوز 100 ألف دولار (80 ألف يورو) لقاء الافراج عنها. وقال منتظري ان اللواتي تحدين قوانين الحجاب لا بد انهن فعلن ذلك بتشجيع من اجانب. وقال « اعتقد ان اللواتي ارتكبن تلك الافعال قمن بذلك بسبب الجهل والتحريض. ربما بتأثير من الخارج ». لكن حتى الايرانيون المتدينون المحافظون اعربوا عن تأييدهم لهاتيك النساء وقال العديد منهم إن القواعد الدينية يجب أن تكون خيارا شخصيا. ونشرت على تويتر الاربعاء صورتان على الاقل لامرأتين ترتديان العباءة السوداء (التشادور) واقفتين في وسط أحد الشوارع حاملتين لافتات تؤيد حرية الاختيار للنساء. وكتب على إحدى اللافتات « احب حجابي لكنني ضد الحجاب الالزامي ». وقالت الناشطة المدافعة عن حقوق النساء آزار منصوري من حزب « اتحاد الشعب الايراني الاسلامي » الاصلاحي ان المحاولات للتحكم بما ترتديه النساء فشلت لعقود عدة. وكتبت في سلسلة من التغريدات هذا الاسبوع « إن النساء يظهرن معارضتهن لمقاربات شديدة كتلك المتصلة بملابسهن وعدم تغطية شعورهن إلى ارتداء الاحذية العالية والسراويل الضيقة ». ويتزايد عدد النساء اللواتي يتحدين قواعد اللباس الشرعي في ايران في السنوات الماضية وكثيرا ما يكون الحجاب لا يغطي كل شعرهن متراجعا الى اعناقهن. وكانت هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر تتشدد في فرض الالتزام باللباس الشرعي لكن حضورها اصبح اقل منذ تولي الرئيس حسن روحاني الحكم في 2013 ووعوده بمزيد من الحريات المدنية. وكانت ايرانية قد ظهرت في شارع انقلاب المزدحم في كانون الاول/ديسمبر الماضي حاسرة الرأس تلوح بحجاب ابيض على عصا. وذكرت تقارير انها اوقفت لنحو شهر، وتتجنب منذ ذلك الحين الظهور علنا. قالت النائبة الاصلاحية سهيلة جيلودار-زاده ان الاحتجاجات رد فعل على السياسات المتشددة خلال الفترة الماضية. وقالت لوكالة ايلنا « في فترة ما فرضنا قيودا على النساء ومارسنا عليهن ضغوطا غير ضرورية وهذا ما أثار هذه الاحتجاجات وقيام نساء بخلع حجابهن في الشارع ». واضافت « إن ذلك هو نتيجة أخطائنا ». أما نائب رئيس البرلمان علي مطهري الذي كان من المنتقدين البارزين للسلطات في قضايا أخرى منها فرض الإقامة الجبرية على قادة المعارضة، فقلل من أهمية الاحتجاجات. وقال لوكالة ايسنا للانباء « ليس هناك إكراه بالنسبة لموضوع الحجاب والعديد من النساء يخرجن في الشارع باللباس الذي يردنه ». واضاف « إن قيام قلة من النساء بالتلويح بحجابهن في الهواء ليس بالحدث الكبير ». وتابع « إن مشكلة البلاد ليست الحجاب والنساء يحترمنه إلى حد ما. لا نريد القيام بعرض قوة ».