أعلنت الأممالمتحدة اليوم أن مبعوثها الخاص للصحراء، هورست كولر، دعا المغرب وجبهة البوليساريو لإجراء مباحثات ثنائية على مدار الشهر الجاري والمقبل، بحيث دعا كولر كلا من وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة والأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي. وقال محمد الزهراوي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، « قبل هذه الدعوة قام هورست كوهلر بداية العام الجاري بعدة جولات للعديد من الدول ». وتابع في تصريح خص به « فبراير »، « وقد بدا من خلال زياراته لكل من مقر الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، وعقد لقاء مع كل من الرئيس الرواندي و رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي و مفوض السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي، أنه يبحث عن الدعم الدولي لإحياء عملية المفاوضات بين الطرفين ، غير ان إقحام كولر للاتحاد الإفريقي في جولته رغم درايته برفض المغرب هذا التوجه، ربما كان الهدف منه هو الضغط على المملكة والتمهيد لجرها الى طاولة المفاوضات مع البوليساريو ». وأضاف قائلا « لذلك، فمن الواضح أن كولر في مقاربته الجديدة يحاول أن ينهج سياسة الأمر الواقع، بحيث أن الدعوة الى التفاوض بهذه الطريقة المفاجئة، يضع المغرب أمام خيارين اثنين، الأول، رفض العودة الى التفاوض، والتمسك بشرط التفاوض مع الطرف الرئيسي في الصراع وهو الجزائر، والتمسك بعدة شروط أهمها حل » الدولة الوهمية المعلن عنها وتفكيك » كافة الهياكل والميليشيات التابعة لها ». والخيار الثاني، حسب الزهراوي، » وهو بمثابة انتكاسة للموقف المغربي وهو قبول التفاوض، لان هذا الخيار يخدم فقط أجندة خصوم المغرب، لاسيما وان البوليساريو قامت بعدة مناورات آخرها في » الكركرات » لجر المغرب الى المفاوضات ». وسجلت المتحدث نفسه أن « عودة المغرب إلى طاولة التفاوض تعتبر هدية مجانية للبوليسايو خاصة وأن هذا التنظيم يعيش على إيقاع أزمات داخلية وانتكاسات دولية وإقليمية متعددة تنذر بقرب تفككه واندحاره. »