كشف الدكتور مهدي الشافعي، طبيب المتخصص في طب الأطفال بالمستشفى الإقليمي بمدينة تيزنيت، عن واقع سيء تعيشه المستشفيات التي اشتغل بها، وانتشار الرشوة والتلاعب بالمرضى وابتزازهم لدفع أموال مقابل الحصول على موعد مع الطبيب. يقول الدكتور الشافعي في حديث مع « فبراير.كوم » إن المستشفى الإقليمي بتيزنيت ومثيله في كلميم، مرتع كبير للفساد بتواطؤ مسؤولين في مندوبية وزارة الصحة، حيث يتم دفع مواطنين إلى دفع مبالغ مالية خارج إطار القانون، من أجل الحصول على بعض الحقوق الصحية البسيطة، أو إجراء عمليات جراحية لأطفالهم. ويضيف « عندما التحق للعمل هنا لاحظتُ أن عدد المرضى كبير بالمقارنة مع الإمكانيات في المستشفى، فكنت أضطر للعمل من الصباح إلى العاشرة ليلا دون توقف، وأجريت 487 عملية جراحية في ظرف 10 شهور، وجميع المرضى أستقبلهم دون موعد مسبق ». لكن هذا الأمر، يقول مهدي إنه « أزعج مجموعة من الأطراف داخل المستشفى كانت مستفيدة من الوضع السابق، فجاء إلي أحد المسؤولين وطلب وقال لي « أنت كتضيع معك الدولة لأن أغلب هؤلاء المرضى يتوفرون على بطاقة راميد وبالتالي لا يدفعون أي مقابل » ». وعن تجربته يوضح طبيب الأطفال « عندما التحقت للعمل هنا، اكتشفت من خلال أباء وأمهات الأطفال الذين أعالجهم أنهم دفعوا أموالاً لحراس الأمن ولمسؤولين بالمستشفى من أجل السماح لهم بزيارتي للكشف عن أبنائهم ». مضيفاً « إنهم كانوا يعتقدون أن تلك الأموال التي تُسلب منهم كرشوة يتم دفعها إلي، لكن الذي دفعهم للتحدث معي في هذا الأمر أنهم لاحظوا تعاملي بعفوية كبيرة مع أطفالهم ومعهم أيضاً؛ أنا لا أضع حدوداً بيني وبين المرضى ». « قررت أن أجري بحثاً عن هؤلاء الذين يأخذون الأموال من عائلات الأطفال كي يسمحوا لهم بالوصول إلى مكتبي » يوضح الدكتور الشافعي قبل أن يوضح « اكتشفت أن عائلة المريض عندما تأتي إلى المستشفى يخبرهم حراس الأمن الخاصين بأنني غير موجود، رغم أنني موجود، فيطلبون منهم دفع مبلغ معين يصل أحيانا إلى ألف درهم، كي يتوسطون لهم مع الطبيب ». وأشار المتحدث الذي راسل الملك محمد السادس بهذا الشأن، إلى أنه قرر في الأخير أن يمنح رقم هاتفه الخاص لجميع عائلات المرضى حتى لا يسقطون في فخ الابتزاز الذي يقوده حراس الأمن الخاص المدفوعين من مسؤولين بالمستشفى، وهو ما جرّ عليه غضب مدير المستشفى الإقليمي. وقال الطبيب المذكور، إن إدارة المستشفى والمندوبية الإقليمية لوزارة الصحة، تعمل منذ شهور على محاربته وتلفيق التهم إليه، وعرضه على المجلس التأديبي، مشيراً إلى أنه لم يجد سوى دعم المرضى وعائلاتهم الذين قرروا تنظيم وقفة احتجاجية أمام مندوبية وزارة الصحة احتاجاً على ما يتعرض له الطبيب الشاب من مضايقات