إستعاد المغرب من فرنسا، أمس الخميس، أكثر من 43 ألف وثيقة تخص ذاكرة اليهود المغاربة الموجودة في مراكز أرشيف فرنسية. وجرى تسلم الوثائق بموجب اتفاقية وقعتها « مؤسسة أرشيف المغرب" (حكومية)، اليوم الخميس، في العاصمة الرباط، مع مسؤولين رفيعي المستوى من الجانب الفرنسي، بحسب مراسل الأناضول. ويتعلق الأمر بنسخ مهمة من الوثائق التي من شأنها إثراء أرشيف المغرب وإعطاء زخم جديد للبحوث الأكاديمية حول هذا المكون الثقافي المغربي. وقال جامع بيضا، رئيس « مؤسسة أرشيف المغرب »، إن « تسليم أرشيف يحتضن ذاكرة اليهود المغاربة يكتسي أهمية قصوى حيث جاء نتيجة محاولات دامت منذ فبراير (شباط) 2013".وأضاف للأناضول، أن « مسألة الأرشيف المرتبطة بذاكرة اليهود المغاربة دائما حساسة عند تسليمها من الذين يحتفظون بنسخها، ولذلك كان بالنسبة لي مسار نضالي توج اليوم بهذا التسليم". واعتبر أنه بهذا العمل ملأت « مؤسسة أرشيف المغرب" ثغرة كبيرة، حيث كانت أرصدة المغرب تعاني نقصا كبيرا في هذا المجال، وهو ما يجعل جلب الوثائق يستجيب أيضا لحاجة الباحثين المغاربة. وأوضح أنه « بعد قيام إسرائيل عام 1948، كان للأرشيف اليهودي حساسية خاصة وتم ترحيله من طرف الدولة الاستعمارية فرنسا أو إسبانيا أو من طرف بعض اليهود المغاربة الذين قرروا الرحيل إلى أمريكا أو أوروبا أو إسرائيل ». ويأتي سعي المؤسسة للحصول على أرشيف اليهود المغاربة انسجاما مع دستور 2011 الذي يجعل من التراث اليهودي العبري جزءا لا يتجزأ من التراث والهوية المغربيتين. من جهته قال جاك فريش، المسؤول بالأرشيف الدبلوماسي الفرنسي، إنه « من الجميل أن يكتب المغرب تاريخه ويجمع أرشيف اليهود المغاربة المتشبع بثقافتهم الغنية ». وأضاف في كلمة له خلال حفل التسليم أن "هذا العمل عبارة عن مقاومة للحفاظ على تاريخ وثقافة اليهود المغاربة في المجتمع والحفاظ عليها من الاندثار بصفتها مكون رئيس للمجتمع المغربي ». وتقع غالبية الوثائق التي حصل عليها المغرب ما بين أواخر القرن التاسع عشر إلى حدود عام 1956. ولا توجد أرقام رسمية بخصوص عدد اليهود المقيمين بالمغرب حالياً، وتفيد تقديرات بعض النشطاء اليهود أن العدد لا يتجاوز 4 آلاف على أقصى تقدير. ويأتي تسليم الوثائق ضمن زيارة يقوم بها الوزير الأول الفرنسي إدوارد فيليب، إلى المغرب والتي بدأها أمس وتنتهي اليوم.