قال أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، ان الحديث عن محاربة ظاهرة التطرف العنيف يستلزم رؤية وتقنيات وميكانيزمات يتم دمجها ضمن استراتيجية شمولية تأخذ بعين الاعتبار مختلف الجوانب التربوية، الأمنية، الثقافية، الإعلامية، الاقتصادية، والدينية من أجل القضاء على الظاهرة ». وأضاف عبادي، الذي كان يتحدث بالرباط في أشغال مؤتمر تبادل الحلول حول « تحويل التطرف العنيف في المغرب العربي ومنطقة الساحل »، الذي تنظمه منظمة البحث عن أرضية مشتركة بتعاون مع الرابطة المحمدية للعلماء وشبكة عمل المجتمع المدني الدولي »، )أضاف( أن التيارات المتطرفة تلجأ الى « جاذبيات ميغناطيسية » للترويج لخطابها بالاستعانة بما تتوفر عليه الوسائل التكنولوجية الحديثة من تأثيرات قوية »، مشددا على ضرورة التصدي للتطرف العنيف عن طريق العمل الجماعي المشترك، وابداع خطابات ووسائل بديلة لدحض خطابات الجماعات المتطرفة ». وبعد أن بسط الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء المؤثرات أو « الأحلام الخمسة »، التي تلجأ اليها التنظيمات المتطرفة لاستقطاب الشباب، أوضح أن منطقة المغرب العربي والساحل تعرف ظواهر مختلفة من قبيل ) الاتجار في المخدرات، تهريب البشر، والمحروقات…(، والتي ينضاف اليها ظاهرة التطرف العنيف التي تستدعي من الجميع التفكير، والعمل المشترك وفق رؤية واضحة ببعد وظيفي للتصدي لها ». ودعا عبادي إلى إنتاج خطابات بديلة تراعي مختلف الأفهام والأذواق المجتمعية، بدا من الطفولة التي تحتاج الى ألعاب علمية هادفة لها بعد وظيفي تربي على القيم البانية المسعفة على الوئام والتسامح، مرورا بفئة الشباب والقادة المجتمعيين المحتاجين لبناء القدرات وتأهيلهم للعب أدوارهم كاملة، وصولا الى علماء الأمة الذين يتوجب عليهم الاضطلاع بأدوارهم كاملة من خلال المامهم بمستجدات العصر، وتقنيات التواصل الجديدة لاستخدامها للتصدي لخطابات الكراهية والعنف والاقصاء ». ويروم هذا المؤتمر تسهيل الحوار التفاعلي والمشاركة المستمرة التي تعزز من إمكانية كل قطاع بالمساهمة في تحويل التطرف العنيف وبناء سلام مستدام في المنطقة، علاوة على تعزيز التعاون بين منظمات المجتمع المدني المستقلة على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية والعالمية، التي تعمل على تعزيز السلام والحقوق والمساواة والتعددية كعناصر لمكافحة انتشار التطرف العنيف. ويجمع هذا الحدث الفاعلين الإقليميين في المجتمع المدني في حوار مع الجهات الفاعلة الحكومية والمتدخلين الرئيسيين الآخرين لتبادل الممارسات الفضلى والحلول الفعالة، وتعزيز مجتمع شامل الممارسات يركز على تحويل التطرف العنيف في المغرب العربي والساحل. وتمحورت جلسات المؤتمر حول « الاتجاهات الراهنة في انتشار التطرف العنيف والعنف المتصل به في المنطقة، إعادة تأهيل وادماج المتطرفين العائدين والمتطرفين السابقين في إطار سيادة القانون، بالإضافة الى الممارسات الفضلى والدروس المستفادة من أجل تكييف نهج بناء السلام في مجال الحد من التطرف العنيف.