تشهد العاصمة القطريةالدوحة اليوم الأحد حركة نشطة من الاتصالات والمشاورات مع أطراف عربية ودولية تستهدف العمل من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على غزة في إطار الجهود التي تقوم بها قطر إلى جانب أطراف أخرى لمنع إسرائيل من الاستمرار في اعتداءاتها ضد الشعب الفلسطيني . وفي هذا الإطار ينتظر أن يحل بالدوحة في وقت لاحق اليوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في إطار جولته الحالية، لإجراء مباحثات مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الذي يقوم منذ مدة بإجراء اتصالات مع عدة أطراف معنية في محاولة لوقف العدوان . وقالت الصحف القطرية اليوم إن مباحثات الشيخ تميم والرئيس عباس ستتناول "آخر مستجدات الأوضاع على الساحة الفلسطينية لاسيما التطورات في قطاع غزة". وفي نفس السياق ذكرت الصحف أن الأمين العام الاممي بان كي مون سيحل اليوم بالدوحة وسيلتقي مع الشيخ تميم كما يجري مباحثات مع وزير الخارجية القطري خالد العطية . وفي سياق متصل رددت أنباء عن لقاء محتمل في الدوحة سيجمع الرئيس عباس بخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس)، بحسب ما ذكرت وكالة المغلاب العربي للأنباء، لتوحيد الموقف الفلسطيني تجاه العدوان وبحث ما هو مطروح لوقف الهجمات الإسرائيلية على غزة. غير أن مصدرا قياديا في الحركة قال في تصريح لصحيفة (الشرق) القطرية نشرته اليوم انه لم تتم أي ترنيبات للقاء مرتقب غير انه استطرد "لكننا نتوقع لقاء اليوم أو يوم غد وسيقوم الرئيس عباس ببحث المبادرة المصرية وكيفية وقف العدوان على قطاع غزة". من جهة أخرى قالت الصحف نقلا عن شبكة (الجزيرة) القطرية أن قطر تسلمت مطالب التهدئة الأساسية من قبل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، متضمنة بصورة خاصة الرفع الكلي للحصار، بما في ذلك فتح المعابر الحدودية وتشغيل ميناء غزة، والإفراج عن أسرى، ووقف ممارسات الاحتلال في الضفة الغربيةالمحتلة. وتتضمن المطالب أيضا أن تتعهد إسرائيل بفك الحصار البري والبحري عن قطاع غزة بشكل كامل بما في ذلك فتح جميع المعابر وتشغيل ميناء غزة، بما يتيح إدخال جميع السلع والكهرباء والوقود ومواد البناء وكل احتياجات الفلسطينيين. ويأتي تقديم هذه المطالب تقول الصحف- إثر اتصالات مكثفة وجهودا دبلوماسية حثيثة بذلتها الدوحة مع تركيا، ومع دول غربية على رأسها الولاياتالمتحدة وفرنسا لبحث سبل وقف العدوان الإسرائيلي على غزة. وقال الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم اليوم للجزيرة إن هذه المطالب التي تلقتها قطر سلمت أيضا للجامعة العربية وتركيا والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأضاف أن هذه المطالب ليست بالجديدة وإنما تعيد التأكيد على مطالب وردت في اتفاقات التهدئة السابقة, بما فيها الاتفاق المبرم بالقاهرة عام 2012، والتي لم تلتزم بها إسرائيل. وتابع أن المقاومة الفلسطينية تحرص على أن يكون لمصر دور ريادي في الجهود الرامية إلى وقف العدوان, ورفح الحصار، داعيا مصر إلى أن تتفهم مطالب نحو مليوني فلسطيني محاصرين في غزة. وقال الناطق باسم حماس أيضا إن الاتصالات بين مصر والمقاومة لم تنقطع منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي الحالي الذي مضى عليه ما يقرب من أسبوعين, مشيرا إلى أن المقاومة منفتحة على كل الأفكار التي تدعم عدالة المطالب الفلسطينية. وتضمنت شروط المقاومة التي تلقتها الدوحة تعهد إسرائيل بفك الحصار الاقتصادي والمالي، وضمان حرية الصيد والملاحة حتى 12 ميلا بحريا. كما تضمنت حرية الحركة في المناطق الحدودية لقطاع غزة, وعدم وجود منطقة عازلة، والمباشرة بتنفيذ برنامج لإعادة إعمار قطاع غزة. ومن بين المطالب أن تقوم إسرائيل بإتمام تنفيذ الاتفاق المبرم في أكتوبر من عام 2012 في القاهرة بين حركة حماس والجانب الإسرائيلي بشأن صفقة التبادل. ويشمل ذلك الأسرى الفلسطينيين الذين أفرج عنهم ثم اعتقلوا مرة أخرى. وشملت المطالب أيضا إلغاء جميع الإجراءات والعقوبات الجماعية بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية التي وقعت في يونيو الماضي بما فيها الإفراج عن جميع المعتقلين, خاصة رئيس وأعضاء المجلس التشريعي. ويتضمن أيضا فتح المؤسسات وإعادة الممتلكات الخاصة والعامة التي تمت مصادرتها، ووقف سياسة الاعتقال الإداري المتكرر، ورفع العقوبات عن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وبناء على تلك المطالب يجري وقف فوري وشامل لإطلاق النار من الجانبين، إضافة إلى وقف الاستهداف العسكري والأمني المتبادل بكافة أشكاله.