قيل لهن، انتبهوا لحقائب أيديكن، لأنكن قد تتعرضن للسرقة، وبتن في سيارة تبرع بها أحد الجيران !! هن يتيمات. مغلوبات على أمرهن. شقيقات يشتغلن من أجل ضمان لقمة العيش لأمهم الأرملة. منذ الجمعة، أي منذ أن انهارت الدور الثلاثة، طلبت منهن السلطات أن يخلوا بيتهن، لأن انهيار الدور أدى إلى ظهور شقوق على منزلهم، وبروز علامات انهيار يظل واردا في أي لحظة. قيل لهن منذ وقوع الفاجعة، أنهم سيتكفلون بهن، غادرون البيت تاركين وراءهن أثاثهن، في انتظار حل، لا تضمنه لهن عائدات عملهن المتواضع، لكن إلى حدود الأحد 13 يوليوز، تاريخ لقاء "فبراير.كوم" بهن، لازلن من دون مأوى. الأكثر من هذا، يحكين، كيف قضين الليلة الأولى في سيارة، تبرع بها لهن أحد الجيران، وكيف اصطحبهن أحد أعوان السلطة إلى خيرية، ما رأوه فيها، مؤثر ومربك ومخيف! ما عليكم إلا الإنصات إلى حجم معاناتهن، لتتبينوا أن فاجعة بوركون، عرت الكثير من عيوبنا. خرجنا غير ما نلبسوا.. قالوا لينا حضيوا سيكانكوم.. الدار غادي تهود.." بغينا فين نسكنوا رضينا بقدر الله.. جا القائد والمقدم وقالوا البارح غادي نديوكم فين تفطروا وغبر القايد فطرونا غير المحسنين.. داونا نعسنا في الجمعية.. اللي فيها كلهم مشرطين.. الا شفتي داكشي تحيري." منذ ليلة الجمعة طلب منهم مغادرة إذا حنا مغاربة يديرو لينا حل حنا يتيمات اذا مكناش مغاربة يخلونا في الزنقة انا محسوبة ماشي مغربية لا حياة لمن تنادي غير الهدرة ويخلوك وكيمشيوا" خاص الدولة تعطينا شي حل.. حتا حنا من هاذ الشعب الذين مات ذويهم شردوا .. نحن لم نفقد أي أحد، لكننا نعيش مأساة التشرد"