هاجم رجل مسلح بسكين الجمعة جنديا كان في دورية قرب محطة مترو شاتليه بباريس في استهداف جديد للعملية العسكرية « سانتينال » (الحارس) المطبقة منذ اعتداءات كانون الثاني/يناير 2015، دون وقوع اصابات. وبحسب المعطيات الاولى للتحقيق فان الجندي تمكن سريعا من السيطرة على المهاجم الذي تعرض له نحو الساعة 04,30 ت غ، بحسب السلطات الامنية. وقال مصدر امني ان المهاجم الذي تم توقيفه، غير معروف لدى الجهات الامنية وتلفظ بعبارات بينها الله. وتم فتح تحقيق في حادث ذي طابع ارهابي، بحسب كريستوف كاستانير المتحدث باسم الحكومة. وهذا سابع هجوم على عسكري من قوة « سانتينال » التي نشرت إثر اعتداءات 2015. وكان الهجوم الاخير وقع في 9 آب/اغسطس 2017 عندما اصيب ستة عسكريين في هجوم بعربة في لافالوا بيري قرب باريس. ويأتي الهجوم الجديد غداة اعلان الحكومة عن « تطور » في عملية « سانتينال » التي اعتبرت مطمئنة للسكان لكنها تعرضت ايضا للنقد خصوصا لانها تجعل العسكريين اهدافا يركز عليها المتطرفون الاسلاميون. وقالت وزيرة الجيوش فلورنس بارلي لاذاعة راديو1 « تمت السيطرة على الرجل وهذا دليل على حرفية وفعالية جنود +سانتينال+ في اطار مهمة الحماية هذه ». واضافت « لا نعرف المزيد عن نوايا منفذ الاعتداء الذي تم توقيفه ». وقالت الوزيرة « هذا الهجوم الجديد يضفي شرعية على ما نعتزم القيام به وهو جعل القوة اقل ظهورا بحيث لا يكون من السهل على المهاجمين المحتملين كشفها بسهولة ». وكان وزير الداخلية جيرار كولومب قال الخميس ان السلطة التنفيذية « ستطور عملية سانتينال » لكن « الامر لا يعني بالتأكيد تقليص عديدها ». وينتشر ضمن هذه القوة حاليا سبعة آلاف عسكري وعشرة آلاف في حال حدوث ازمة. واوضح كولومب « نريد اعادة انتشار للقوة لمزيد من الفاعلية حيال التهديد الذي نواجهه يوميا » بتغيير طريقة تنظيمها لكسب المزيد من الحركية. وعمليا فان العملية ستشمل ثلاثة مستويات « قوة مستدامة » لتأمين مواقع الحساسة (مدارس اماكن عبادة) وسياحية والمطارات او محطات النقل البري و »مستوى تعزيز مخطط له » لحماية الاحداث العرضية والرياضية والموسمية اضافة الى « احتياطي استراتيجي » من ثلاثة آلاف رجل. ورفضت الحكومة تقديم اية تقديرات مرقمة لاعداد الجنود المنتشرين يوميا مشيرة الى ان الاعداد تتغير بحسب مستوى التهديد. ويأتي هذا التطور الجديد في مستوى هذه القوة استمرار لتطور بدا منذ عدة اشهر حيث مرت من حراسة ثابتة امام المباني الحساسة الى دوريات اكثر تحركا. واثار الامر انتقادات نددت بعملية سياسية ونفسية قبل كل شيء من اجل مصلحة امنية محدودة. وتشكل عملية سانتينال عبئا كبيرا على العسكريين المنتشرين في الخارج ما من شأنه ان يؤثر على معنويات القوات وقدرتها على التوظيف. وقال ميشال غويا المؤرخ والعقيد السابق في الجيش لصحيفة لوفيغارو الجمعة « ان الراي العام يحبذ رؤية جنود يتولون الدورية في شوارعنا لكنه لا يدرك ما ينتج عن ذلك من انهاك ونقص تدريب وكلفة عالية بالمقارنة مع الفاعلية » مؤكدا « ان دورهم في مكافحة الارهاب ضعيف في الواقع ».