تم، امس السبت بمدينة فينيا ديل مار الشيلية، عرض الفيلم المغربي « جوق العميان »، ضمن فعاليات الدورة ال50 للمهرجان الدولي للسينما بهذه المدينة، وذلك بمبادرة من المركز الثقافي محمد السادس لحوار الحضارات بكوكيمبو وسفارة المغرب بالشيلي. وقد تابع « جوق العميان » جمهور غفير أتى لاكتشاف هذا العمل السينمائي المغربي التي تمت سترتجته باللغة الاسبانية، بقصر ريوخا، الذي يعتبر مكانا ثقافيا مرموقا بمدينة فينيا ديل مار، لؤلؤة المحيط الهادي بالشيلي. ويحكي فيلم « جوق العميان » (2015) مغامرات الحسين بيدرا في المغرب خلال سبعينيات القرن الماضي وجوقته الموسيقية الشعبية التي كانت تحيي أعراسا وسهرات وكذا حفلات خاصة بالنساء في أوساط محافظة، وفي كثير من الأحيان تضطر إلى التحول لمجموعة موسيقية ل « لعميان » أي للمكفوفين. وقد توج هذا الفيلم، الذي يلعب بطولته يونس ميكري وفهد بنشمسي والراحل محمد البسطاوي ومحمد الشوبي ومنى فتو، بالعديد من الجوائز. وقد حصد شريط « جوق العميان »، الذي كان حاضرا في ثلاث مسابقات خلال المهرجان الدولي للسينما بمراكش في 2014، ثلاثة جوائز في مهرجان بروكسل السينمائي الدولي في سنة 2015، والتانيت الذهبي لأيام قرطاج السينمائية والجائزة الكبرى الوهر الذهبي خلال الدورة الثامنة للمهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران. وفي ختام العرض، أبرزت سفيرة المغرب بالشيلي، السيدة كنزة الغالي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، مشاركة المركز الثقافي محمد السادس لحوار الحضارات بكوكيمبو وسفارة المغرب بسنتياغو في الدورة الخمسين للمهرجان الدولي للسينما بفينيا ديل مار، الذي ينظم من 5 الى 9 شتنبر الجاري، من خلال عرض فيلم « جوق العميان » لمخرجه محمد مفتكر، وهو عمل سينمائي يقرب الجمهور الشيلي من الثقافة والمجمع المغربي خلال سنوات السبعينيات. وحسب الدبلوماسية المغربية، وبرأي العديد من الشيليين الذي شاهدوا هذا العرض، فإن الأحداث الواردة في هذا الفيلم تشبه تلك التي شهدتها الشيلي خلال نفس الحقبة، خاصة مشاركة الشباب في الحياة السياسية، ووضعية المرأة وتطور الوعي الجماعي داخل المجتمعات، مبرزة أن هذا العرض يشكل فرصة سانحة للتعريف أكثر بغنى الثقافة المغربية بالشيلي. وأكدت الغالي أن المركز الثقافي محمد السادس لحوار الحضارات سيكون رائدا في نشر الثقافة المغربية بالشيلي وفي أمريكا اللاتينية، مؤكدة أن الإنتاج الأدبي والفني والموسيقي والخط المغربي سيكون ضمن الأنشطة التي سينظمها المركز في المستقبل القريب. وأضافت أنه منذ توقيع اتفاقية ثنائية بين المملكة المغربية وجمهورية الشيلي في غشت الماضي، بات مركز محمد السادس لحوار الحضارات، الذي صار يحمل اسم المركز الثقافي محمد السادس لحوار الحضارات، يتمتع بوضع جديد، هو الأول من نوعه الذي يمنح لمركز في أمريكا اللاتينية، مبرزة الدور الريادي الذي يضطلع به في نشر الثقافة المغربية في هذا البلد الأمريكي اللاتيني. وبفضل هذا الاتفاق الثنائي، فإن المركز، الذي بات يشكل جزءا لا يتجزأ من السفارة المغربية في الشيلي، صار يتوفر على إطار ودور وأهداف محددة. وفي نفس السياق، أكدت السفيرة أن المركز الثقافي محمد السادس لحوار الحضارات سيعمل على إقامة شراكات مع جامعات من الشيلي ومن أمريكا اللاتينية ومع مؤسسات تتقاسم نفس الأهداف في أمريكا الوسطى، موضحة أن المركز سيعرف أيضا بالثقافة الشيلية والأمريكية اللاتينية في المغرب من خلال إقامة روابط وجسور بين المفكرين من ضفتي المحيط الأطلسي.