أكد موقع « ميدل ايست أي »، ان خصوم الياس العماري، يخشون أن يظل هذا الأخير هو المتحكم في الحزب، وأن يمهد الطريق بذلك لأحد الموالين له لقيادة الأصالة والمعاصرة. وأشار ذات الموقع على لسان أحد قيادات الحزب، الى أن « غضبة ملكية هي التي عجلت بمغادرة الياس العماري لسفينة حزب الاصالة والمعاصرة، بعد فشله في التصدي لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية الأخيرة، التي حل فيها في المرتبة الثانية »، مضيفا أن « مغادرة الياس لحزب « الجرار » كانت متوقعة بعد أن اختار القصر عزيز أخنوش، صديق الملك محمد السادس، لقيادة حزب التجمع الوطني للأحرار، من أجل وقف زحف حزب العدالة والتنمية على المشهد السياسي. وكشف المصدر ذاته، أن الياس العماري، أسر لبعض أعضاء المكتب السياسي، أنه يعتزم تقديم استقالته أيضا من رئاسة جهة الحسيمةطنجةتطوان، بعد انتهاء زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لطنجة، لأنه لا ينوي التشويش عليها، على حد تعبيره. وتروج عدد من الأسماء لقيادة حزب الأصالة والمعاصرة في المرحلة المقبلة، أولها الخبير الاقتصادي علي بلحاج، رجل أعمال، ومن مؤسسي الحزب، الذي عرف بانتقاده لمرحلة تدبير العماري ل »الجرار »، لكن تتوفر في ملفه جميع المعايير كتكنوقراطي، خصوصا وأن القصر، حسب موقع « ميدل ايست آي » يفضل وجود التقنوقراط على رأس الأحزاب السياسي، عوض السياسيين. الاسم الثاني الذي يروج بقوة، ويحظى بإجماع الجميع داخل الحزب، هو الحبيب بلكوش، ابن الدار، ومن مؤسسي « حركة لكل الديمقراطيين » رفقة صديق ومستشار الملك، فؤاد عالي الهمة. اتقانه لفن الانصات، وتجربته السياسية، والحقوقية يجعله من المرشحين البارزين لقيادة الجرار، كما باستطاعته الاستفادة من قربه من عالي بلحاج، الذي قد يتحول في حالة دعمه للحبيب بلكوش، الى لعب دور « رجل الظل »، الذي لعبه الياس العماري، عندما كان مصطفى الباكوري، أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة. من بين الأسماء المرشحة أيضا، نجد المحامي عبد اللطيف وهي، المعروف بخرجاته الإعلامية المنتقدة لبرنامج الحزب وقيادته، لكن حظوظه تظل ضئيلة، خصوصا وأنه عرف ب »مهادنته » لحزب العدالة والتنمية، الخصم اللذوذ لحزب الأصالة والمعاصرة. أما إذا رغب الياس العماري في الذهاب في منطق الاستمرارية، فلن يجد أفضل من حكيم بنشماس، رئيس مجلس المستشارين الحالي، أو فاطمة الزهراء المنصوري، التي دعمت بقوة الياس سنة 2016، عندما سحبت ترشحها لقيادة الحزب ممهدة بذلك الطريق للعماري، كما أنها قد تقود الحزب خلال المرحلة المقبلة، في حالة إذا ما رغب القصر في وجه نسائي لقيادة الحزب. حظوظ بنشماس لقيادة « الجرار » يستمدها من كونه ابن الحسيمة، التي ينحدر منها الياس العماري، ويشكلان داخل الحزب « جناح الريفيين »، كما أنه يعتبر رجل ثقة الياس العماري.