بعد ابتعاده عن الأضواء منذ إعفائه من طرف الملك، عاد عبد الإله ابن كيران مجددا للأضواء من على منصة الجلسة الافتتاحية للملتقى الوطني الثالث عشر لشبية حزبه.كلمة ابن كيران حملت إشارات تحمل الكثير من رسائل والمعاني التي يمكن ان تشكل مدخلا لمعرفة مستقبل ابن كيران وحضوره في المشهد السياسي المغربي. وبين مرحلة إعفائه وخروجه للأضواء وحديثه أمام شباب « البيجيدي » جرت مياه كثيرة تحت جسر العدالة والتنمية ، الأمر الذي خلق هزات عنيفة داخل الحزب، الذي يقود التحالف الحكومي بشهادته هو نفسه، إذ قال « الحزب يعيش اضطرابات جوية عالية »، فالرجل تلقى ضربات تحت الحزام من الدولة ومن أقرب مقربيه داخل التنظيم. لكن عبد الإله ابن كيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة السابق، حاول الظهور في كلمته التي ألقاها أمام شبيبة حزبه الأحد الماضي بمظهر الرجل المتزن الذي مازال ينبض بالحياة السياسة والقادر على ترويضها وحريصا على وحدة الحزب، داعيا إلى تجاوز الخلافات التي برزت بعد إعفائه والاستمرار في العمل والتركيز على المستقبل. ملامح الرجل أظهرت أنه ربما يعيش مرحلته الأخيرة سياسيا وحتى في كلمته التي عاد فيها لتوجيه سهام نقده لخصوم حزبه وتوجيه مدفعيته في كل الاتجاهات والتي لم يسلم منها حتى أعضاء حزبه، مذكرا بإصلاحات حزبه والأجواء التي مرت في الانتخابات . وأعطى رئيس الحكومة السابق إشارات يمكن أن تكون ربما إعلان صريح لنهايته هنا قال » أنا الحمد لله مشيت مرفوع الرأس ومازلت حيا أرزق وفينما كنت راه غادي نقوم بالدور ديالي » مضيفا « والى مبقيتش ووقع شيء مما يقع للناس أنا جيت باش نقول لكم كنشوف راسي فينكم واحدا واحدا والدليل كل ابناء العدالة خاصهم يكونو مثلي او أحسن مني » وهو ما يمكن أن يفهم منه محاولة ابن كيران لتحضير قواعد حزبه لمغادرته السياسة. ويعيش حزب العدالة والتنمية، على بعد أشهر قليلة من انعقاد المؤتمر الوطني للحزب غليانا داخليا وشرخا في صفوفه وسط القيادة كما القاعدة. الحزب دخل حربا كلامية بين أعضائه وتراشقا إعلاميا وتصريحات وتصريحات مضادة بدأت مع إعفاء عبد اله ابن كيران من رئاسة الحكومة وتعيين سعد الدين العثماني خلفا له.