اعتبرت برلمانية العدالة والتنمية، أمينة ماء العينين، الغاضبة من « تنازلات » سعد الدين العثماني أن « تشكيلة الحكومة والطريقة التي خرجت بها بعد بلوكاج محترف لايمكن أن تكون انتصارا للديمقراطية، قد يتفهم الناس الاكراهات والضغوطات لكنهم لايتفهمون تسمية الأشياء عكس مسمياتها.في السياسة قد نختار ألا نتحدث لاعن الانتصار ولاعن الهزيمة،توجد دائما طرق كثيرة لقول شيء ما »، مشيرة أن « الانتقادات البناءة الموجهة للمسار ليست حريصة على حزب العدالة والتنمية في ذاته،هو في النهاية مجرد أداة ووسيلة،و لم يكن يوما غاية ترجى لذاتها »، وفق تعبيرها. وأوضحت ماء العينين في تدوينة على « فيسبوك » أن « الانتقاد حرص على المسار الديمقراطي الذي انتكس بالعودة القوية للتحكم في قرارات الأحزاب والمس باستقلاليتها »، مبرزة في ذات السياق أن البيجيدي رفع لفترة طويلة « شعار استقلالية القرار الحزبي وكان يقصد به قوة الأحزاب وقدرتها على التمثيلية وصون المشروعية التي تكتسيها بأصوات الناخبين ». وكشفت برلمانية العدالة والتنمية أن « الاحزاب السياسية اليوم تتعرض لحملة قوية غايتها التحجيم والتدجين،وسائلها متعددة تختلف باختلاف خصوصية الأحزاب ما بين الترغيب والترهيب والاغراء والتدخل المباشر،مما يؤشر على العودة القوية للسلطوية لتهيمن على القرار والفعل السياسيين »، معتبرة أن « استقلالية قرار حزب العدالة والتنمية شكلت دائما أهم نقط قوته،حتى في اللحظات الصعبة التي اضطر فيها لتقليص مشاركته الانتخابية،وفي اللحظات التي كان فيها مهددا بالحل،استطاع دائما أن يقنع قواعده ومتعاطفيه باختياره تحت الاكراه،لكنه لم يحاول في اي لحظة من مساره تبييض السواد أو تبرير ما لايبرر »، على حد قولها. وتابعت أن « المصباح » « ظل يفرد الحيثيات وظل الناس يتفهمون أنه يقدم التنازلات مكرها حفاظا على مسار يتراكم تدريجيا في اتجاه الديمقراطية والتنمية بمنطق خطوتين للوراء لأجل خطوة للأمام »، مشيرة أن الخطابات الحزبية « تفقد مصداقيتها و تلتحق بنفس خطابات النخب الحزبية التي نفر منها المغاربة حينما تبتعد عن الصدق و الوضوح و الانسجام مع الذات ». وختمت برلمانية العدالة والتنمية تدوينتها بالإشارة إلى أن « رهان الحزب في المرحلة المقبلة هو الاستمرار في انتاج اطروحات مقنعة لقواعده اولا ثم لمتعاطفيه وبقية متابعيه.كل مسافة نحفرها اليوم بيننا و بين لغة الوضوح والاقناع هي هوة سحيفة ستفصل الحزب عن عمقه الشعبي.فحذار من لغة قد تساعد في حل مشكل ظرفي لكنها بالتأكيد لن تسعف الحزب على المدى الاستراتيجي.جربها الكثيرون ممن قبلنا ففشلوا،وجب الاعتبار ».