على الطريق الساحلي بالدارالبيضاء، وتحديدا في منطقة عين السبع، كانت سيارة عادية، تسير في اتجاه وسط الدارالبيضاء وتحمل على متنها شخصين، فجأة ارتفعت صافرة شرطي المرور عند أحد المنعرجات، وتلتها إشارة من يده تلوح للسائق بالتوقف جانب. وتضيف يومية "الأحداث المغربية في عددها اليوم الثلاثاء، أنه بالفعل توقفت السيارة، اقترب الشرطي، أدى التحية الرسمية للسائق، وبعدها طالبه بالإدلاء بالوثائق الخاصة بالسيارة؛ ما إن دخل الشرطي مع السائق في هذا الحوار، حتى أطل الراكب إلى جانبه برأسه، مفاجأة لم يتوقعها السائق أبدا، فالمتحدث لم يكن سوى بوشعيب ارميل المدير العام للأمن الوطني، وسائقه الخاص، وهو رجل أمن برتبة ضابط، قادمين من الرباط في اتجاه ولاية الدارالبيضاء.
ارتبك الشرطي في البداية، بعدما وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه، وجها لوجه أمام المير العام للأمن الوطني، لكن سرعان ما استعاد رباطة جأشه؛ سؤال واحد وجهه بوشعيب أرميل للشرطي "علاش وقفتيني؟" ، بدون تردد أجاب الشرطي أن السائق لم يحترم إشارة "قف" وأنه اقتحم التقاطع الطرقي بدون تسجيل توقف قصير وهو ما يعتبر مخالفة مرورية موجبة للغرامة.
هذا الجواب كان مقنعا الى حد كبير ولم يجد ارميل بدا سوى توجيه الشكر للشرطي على حسن القيام بواجبه، لكنه أوضح للشرطي أنه بصدد اجتماع أمني عاجل في ولاية أمن الدارالبيضاء وطلب منه السماح لسائقه بنقله إلى موعده، وبعدها سوف يعود سائقه الخاص الى مكان المخالفة، من أجل القيام بالإجراءات القانونية وتأدية الغرامة. بالفعل انطلقت سيارة المدير العام صوب وجهتها، وبعد مدة وجيزة عاد السائق الى مكان المخالفة، من أجل تأدية غرامة عدم احترام إشارة "قف" في سلوك متحضر يستحق التنويه ويكشف أن القانون فوق الجميع.