قالت « هيومن رايتس ووتش » اليوم إن امرأة سعودية هاربة تواجه مخاطر جسيمة إثر إعادتها إلى السعودية رغم إرادتها فيما كانت تنتظر طائرة في الفلبين. على السلطات السعودية ضمان عدم تعرض دينا علي السلوم (24 عاما) للعنف من عائلتها أو ملاحقتها قضائيا على يد السلطات السعودية بتهمة محاولة الفرار، بحسب هيومن رايتس ووتش. في 10 أبريل 2017، نشر نشطاء سعوديون مقاطع فيديو يبدو أنها تُظهر السلوم في مطار مانيلا الدولي تتوسل عدم إعادتها خشية أن تقتلها أسرتها. أصدرت السفارة السعودية في الفلبين بيانا في 12 أبريل/نيسان ورد فيه أن عودة السلوم هي « شأن عائلي ». قالت سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: « النساء الهاربات من ذويهن أو من بلدهن قد يواجهن أعمال عنف تتعلق ب « الشرف » – كما توصف – أو أشكال أخرى من الأذى الخطير، إذا عدن رغما عنهن. على السلطات السعودية أن تحمي فورا هذه المرأة من عائلتها بضمان عدم تعرضها للعنف، ويجب ألا تعاقبها على الفرار ». قابلت هيومن رايتس ووتش 4 أشخاص على صلة بقضية السلوم، بينهم شخصان قالا إنهما تحدثا إليها في « مطار نينوي أكينو الدولي » في مانيلا. ميغان خان، امرأة كندية كانت في الترانزيت في مانيلا يوم 10 أبريل/نيسان، قالت ل هيومن رايتس ووتش إن السلوم طلبت منها الساعة 11 صباحا أن تستخدم هاتفها النقال. قالت إن السلوم عرّفت عن نفسها بصفتها امرأة سعودية تعيش في الكويت وتعتزم الفرار إلى أستراليا هربا من زواج قسري، وأن مسؤولي المطار صادروا جواز سفرها وبطاقة ركوب طائرة كان مقرر إقلاعها 11:15 صباحا إلى سيدني. قالت خان إنها ساعدت السلوم على تصوير عدة مقاطع فيديو قصيرة تشرح فيها حالتها، وتم تناقل هذه المقاطع فيما بعد على مواقع التواصل الاجتماعي. في أحد المقاطع تقول السلوم: « أخذوا جواز سفري وحبسوني نحو 13 ساعة… إذا جاء أهلي سيقتلونني. إذا عدت إلى السعودية سأموت. رجاء أن تساعدوني ». قالت خان إن بعد ساعات وصل إلى المطار رجلان ذكرت السلوم أنهما عمّاها. بعد الجلوس معها 8 ساعات غادرت خان لتلتحق برحلتها. أنكر مسؤولو الهجرة الفلبينيون احتجاز السلوم في مركز احتجاز الهجرة، بحسب تقارير إعلامية محلية. قال مسؤول بأمن خطوط الطيران طلب عدم ذكر اسمه ل هيومن رايتس ووتش إنه قابل السلوم حوالي الساعة 12:30 بعد الظهر يوم 11 أبريل/نيسان، في ردهة منشأة للإقامة المؤقتة في المبنى 1 في المطار. قال إن السلوم أخبرته بأنها تخشى العودة إلى السعودية مع عميها، وإنه رأى كدمات على ذراعيها، أخبرته أنها جراء ضرب عميها إياها. قال مسؤول الأمن إن الساعة 5:15 مساء، فيما كان في ردهة الفندق، رأى 2 من مسؤولي أمن المطار و3 رجال يبدو أنهم من الشرق الأوسط يدخلون الفندق ويتجهون إلى غرفتها، وقال إنها كانت قريبة من الردهة. قال إنه سمعها تصرخ وتطلب المساعدة من غرفتها، ثم رآها محمولة على الأيدي وهي مقيدة وشريط لاصق يكمم فمها، ويقيد قدميها ويديها. قال إنها راحت تحاول الفكاك عندما رآهم يضعونها في مقعد مدولب ويقتادونها خارج الفندق. أرسل مصدر سعودي إلى هيومن رايتس ووتش صورا حصل عليها عن طريق أحد المعارف في « مطار الملك خالد الدولي » في الرياض، تظهر فيها معلومات الطيران التي تشمل بيانات سفر السلوم وعميها، كركاب في رحلة الخطوط السعودية رقم « إس في 871″، والتي أقلعت من مانيلا الساعة 7:01 مساء 11 أبريل/نيسان ووصلت الرياض منتصف الليل بالتوقيت المحلي. نقلت وكالة « رويترز » أن عدة ركاب قالوا إنهم رأوا امرأة تُحمل إلى الطائرة وهي تصرخ. قالت امرأة لرويترز: « سمعت امرأة تصرخ من الطابق العلوي. ثم رأيت رجلين أو 3 رجال يحملونها. لم يكونوا فلبينيين. بدوا أنهم عرب ». قال ل هيومن رايتس ووتش شخصان ذهبا إلى مطار الرياض في منتصف الليل طلبا لمعلومات عن السلوم إنها لم تخرج من الطائرة مع باقي الركاب. نقلت رويترز أيضا أن ناشطة سعودية تدعى آلاء العنزي ذهبت إلى المطار لمقابلة السلوم يبدو أنها احتُجزت بعد أن سألت مسؤولي الأمن عنها. الدور الذي لعبته السلطات الفلبينية في إعادة السلوم غير واضح. بصفة الفلبين دولة طرف في « اتفاقية عام 1951 الخاصة بوصع اللاجئين » و »اتفاقية مناهضة التعذيب »، فإن عليها الالتزام بعدم إعادة أي شخص إلى إقليم قد يواجه فيه الاضطهاد بسبب جنسه أو قد يواجه فيه خطرا حقيقيا بالتعرض للتعذيب أو المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة. قالت ويتسن: « على السلطات الفلبينية إجراء تحقيق كامل في هذه الواقعة وأن تحاسب أي مسؤولين لم يحموا دينا علي السلوم، بحسب التزاماتها بموجب القانون الدولي ». بدأ رئيس الفلبين ردوريغو دوتيرتي زيارة رسمية مدتها 3 أيام إلى السعودية في 10 أبريل/نيسان، وهو نفس يوم محاولة السلوم الفرار إلى أستراليا. مكان ومصير السلوم حاليا مجهولان. قالت هيومن رايتس ووتش إن على السلطات السعودية كشف ما إذا كانت السلوم مع أسرتها أم محتجزة لدى السلطات. إذا كانت محتجزة، فعلى السلطات أن تكشف عن ظروف احتجازها، بما يشمل إن كانت في مأوى بناء على طلبها، وما إذا كانت تتمتع بحرية التنقل والقدرة على الاتصال بالعالم الخارجي. دور رعاية الدولة في السعودية تستخدم في حبس النساء وفي توفير الحماية للهاربات من الأذى، وقد تطالب بموافقة أحد أقارب المرأة للإفراج عنها. السلوم معرضة لخطر جدّي بالأذى إذا أعيدت إلى ذويها. كما قد تواجه اتهامات جنائية، في انتهاك لحقوقها الأساسية بتهمة « العقوق » التي قد تؤدي إلى عقوبات تتراوح من الإعادة إلى بيت الوصي، وصولا إلى السجن، وبتهمة « الإساءة إلى سمعة المملكة » بسبب صراخها طلبا للمساعدة في مكان عام. وثقت هيومن رايتس ووتش كيف أن على النساء البالغات – في ظل نظام وصاية الرجال على النساء في السعودية – استصدار إذن من ولي الأمر للسفر إلى الخارج أو للزواج أو للخروج من السجن، فضلا عن مطالبتهن باستصدار موافقة ولي الأمر على العمل أو الحصول على الرعاية الصحية. هذه القيود التي تدوم من المولد إلى الممات تعني أن النساء – في نظر الدولة السعودية – قاصرات دائما من وجهة نظر القانون. قالت ويتسن: « تواجه النساء السعوديات تمييزا منهجيا بشكل يومي، وقضية السلوم تُظهر أن الهرب إلى خارج البلاد لا يحميهن من الانتهاكات ».