أوضح عبداللطيف كيداي أستاذ في علم الاجتماع في تصريح ل"فبراير.كوم"، وردا على "انتحار قاضي الجديدة بعد صدمة عزله من القضاء وإحالته على المحكمة بتهمة الرشوة"، أنه لا يمكن لهذا القاضي أن نحمله مسألة الرشوة المتفشية في القضاء المغربي. وأضاف كيداي أن جسم القضاء المغربي كما هو مصنف ينخر بالرشاوي، وهذا ما يجعل هذا القاضي الذي أقدم على الانتحار يحس بالغبن وأنه وحده المعني بذلك، بالرغم من أن بجواره وزملائه الكثير من المرتشين، مشيرا في الوقت نفسه أن ذلك ربما هو نوع من إبلاغ رسالة ما إلى الهيئة الذي أصدرت قرار عزله من منصبه، وأن هناك ظلم وحيف في القرارالذي مسه من زاوية نظره. وبخصوص انتحار رئيس الهيأة الحضرية لمولاي رشيد بالبيضاء، أفاد كيداي، الأسباب الكامنة وراء الانتحار ليست دائما واحدة، فانتحار إنسان في مقتبل العمر ليس هو انتحار إنسان في الأربعينيات أو الخمسينيات كما هو الشأن بخصوص المعني بالأمر ، مما يطرح أن هناك دوافع أخرى. وأشار كيداي أن السوسيولوجيين الآوائل ربطوا الانتحار بقضية الاندماج الاجتماعي، حيث أنه كلما كان اندماج الفرد داخل المجتمع قليلا أو منعدما كلما كانت إمكانية إقدامه على فعل الانتحار كثيرة، وكلما كثر هذا الاندماج الاجتماعي كلما قلت حالات الانتحار. وأضاف كيداي أن المواطن في المجتمع المغربي أو المجتمع المعاصر بصفة عامة، يعيش عزلة شديدة ويعيش وضعا نفسيا مأساويا خاصة داخل المدن لأن اكتضاظ هذه الأخيرة وقلة التفاعلات الاجتماعية بين الأفراد داخلها تزيد من عزلتهم وتزيد من عزلة انكماشهم على ذواتهم، هذا فضلا عن المشاكل العويصة التي يعانونها الأفراد داخل المجتمع المعاصر من قبيل الوضع العائلي غير المستقر أو مشاكل مادية متراكمة. كل هذه المشاكل يضيف كيداي وفي غياب التفاعل الاجتماعي مع الآخر يجعل الفرد معرض لأزمات أكثر، خاصة وأن المغاربة لا يُنفسون على أنفسم ولا يذهبون عند الأخصائيين النفسيين لطرح مشاكلهم بغية إيجاد حل أو على الأقل مساعدة لتجاوز أزماتهم. وخلص كيداي أن الأفراد اليوم في المجتمع المغربي عليهم أن يغيروا من عاداتهم السلوكية، لأنه عليهم التوجه إلى الأخصائيين القادرين على مواكبة الظرفيات التي يجتازونها.