لطالما ارتبطت جماعة "القليعة"، التابعة لعمالة انزكان أيت ملول، في ذهن ساكنيها، بكونها "قلعة" للجريمة، وبيع مختلف أنواع المخدرات، والممنوعات، بعيدا عن أعين رجال حسني بنسليمان، الذين اختار أحدهم، كما يظهر على شريط فيديو، انتشر على نطاق واسع على موقع "اليوتوب"، التلفظ بكلمات نابية، تضرب في العمق مفهوم دولة الحق والقانون، قبل أن تمس كرامة المواطن، الذي اعتقد بأن الدرك سينصفه. ويظهر هذا الشريط الأسلوب "المهين" الذي تعامل به أحد رجال الدرك، بمخفر الدرك الملكي بالقليعة، مع مواطن مغلوب على أمره، تقدم بشكاية حول مهاجمة عصابة تتاجر في المخدرات لمنزله، و إحراقه بالكامل، قبل أن يفاجأ أن خطاب "دولة الحق والقانون" مجرد شعارات جوفاء لاتسمن ولاتغني من جوع.
وعلى ما يبدو على الشريط، فقد احتج المواطن على تزوير أقواله أمام عناصر الدرك الملكي بالقليعة، بعد أن رفض رجال الدرك الاضطلاع بواجبهم المهني والقبض على الجناة، الشيء الذي أثار غضب الدركي ليتلفظ بعبارات في حق المواطن، حيث خاطبه قائلا :" "وماكاين لا قانون ولا والو.."، قبل أن يقوم الدركي من كرسيه، ليشرع في تعنيف المواطن صاحب الشكاية، في مشهد يندى له الجبين.
وكان سكان جماعة "القليعة" قد نظموا في الأشهر القليلة الماضية، العديد من المظاهرات الاحتجاجية، للتنديد بالانفلات الأمني، الذي تعرفه المنطقة، في ظل انتشار، مختلف أنواع المخدرات، كما وجه السكان مجموعة من الشكايات إلى السلطات المعنية من أجل التدخل العاجل والفوري، لوضع حد للوضع الأمني المتدهور، الذي تعرفه الجماعة. الشريط لا يعني كل الحقيقة، وبالتالي لابد من تحقيق نزيه وشجاع للكشف عن ما جرى ويجري.