يشهد العالم كل يوم وفيات وبالتالي جنازات، من البسطاء والفقراء والمتواضعون إلى النجوم فالكبار، وإذا كان الموت واحد، فإن لكل وفاة أثر وآثار، وإذا كان كل المشيعون بشر، فإن الفرق بين البشر فيما صنعوه من وضع واعتبار وتميز في حياتهم. ويشهد التاريخ أن الهندي «سي إن أنادوراي» كبير وزراء ولاية «تامل نادو» الهندية، والذي توفي سنة 1969، إثر إصابته بالمرض العضال، شارك في جنازته وتوديعه الأخير حوالي 15 مليون مواطن هندي وغير هندي. وشارك في جنازة الزعيم العربي جمال عبد الناصر حوالي 5 ملايين مشيع، الذين ملأوا شوارع القاعرة في الثامن والعشرين من شتنبر 1970. ووشارك في جنازة الرائعة الراحلة أم كلثوم، والتي أغمضت عينيها في الثالث من فبراير 1975، حوالي أربعة ملايين شخص. كما شارك في جنازة بطل سباق السيارات البرازيلي الهوية «آيرتون سينا» الذي توفي سنة 1994 في حادث خطير أبكى عشاقه بعد اصطدام سيارته في إحدى حلبات السباق، حيث شارك في جنازته ثلاثة ملايين شخص، كما شارك في جنازة بابا الفاتيكان حوالي أربعة ملايين شخص، وأزيد من سبعين رئيس جمهورية، ثم جنازة الخميني التي شارك فيها حوالي سبعة ملايين شخص في الثالث من يونيو 1989، ثم الأميرة ديانا التي توفيت إثر حادث اصطدام سيارتها في الثلاثين من غشت 1997، حيث شارك في جنازتها ثلاثة ملايين شخص، علما أنه تابع جنازتها أزيد من ملياري شخص. ومن بين أكثر الجنازات رمزية من حيث عدد المشاركين جنازة الملك الراحل الحسن الثاني، والذي ودعه مليونا شخص في نهاية يوليوز 1999، والتي أطلقت عليها جنازة القرن.