يبدو أن الأزمة الاقتصادية العالمية تقترب من نهايتها، حيث هدأت المخاوف المحيطة بمنطقة اليورو، والصين تتقدم ببطء مع الإصلاحات الرئيسية في اقتصادها، فيما يرى الاحتياطي الفدرالي أن الاقتصاد الأميركي قوي بشكل يكفي لمواصلة تقليص مشترياته من السندات، وهو ما حدث بالفعل بعد خفض البرنامج 20 مليار دولار إلى 65 مليار دولار، آخر اجتماعين له. وعلى الرغم من ذلك، فإن الأوضاع العالمية ليست وردية تماماً، حيث أثارت التوترات في الشرق الأوسط وكوريا الشماليةوروسيا وفضيحة تجسس وكالة الأمن القومي الأميركية المخاوف مجدداً. وانطلاقاً من ذلك، قدّمت شبكة سي إن بي سي قائمة بأكبر المخاطر العالمية في عام 2014.
أولاً: روسيا قد يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكثر الشخصيات نفوذاً في العالم، وعدم تزايد شعبيته المحلية يدعم نظام حكمه غير المنظم. وقالت شركة التحليلات العالمية التي يقع مقرها في المملكة المتحدةأوكسفورد أناليتيكا إن عام 2014 قد يشهد «انهياراً» في نظام بوتين مع تفكك التوازن الدقيق الذي حافظ عليه بين النخبة الحاكمة.
ثانياً: الشرق الأوسط ما زالت التوترات في الشرق الأوسط متصاعدة، وذلك وفقاً لما ذكرته المتخصصة في استشارات المخاطر السياسية Eurasia، كما أن الأزمة في سوريا تبدو بعيدة عن التوصل لحل، إلى جانب أن أفغانستان ما زالت تحتل ترتيباً مرتفعاً بين البنود المثيرة للقلق في قائمة «أوكسفورد أناليتيكا» لهذا العام.
ثالثاً: الصين شهد معدل النمو السنوي للناتج المحلي تباطؤاً خلال الربع الرابع إلى %7.7، لينمو الاقتصاد الصيني، خلال 2013، بأضعف وتيرة في أربعة عشر عاماً.
رابعاً: إيران بعد سنوات من فشل المفاوضات بشأن الإتفاق النووي، توصلت إيران مع القوى الكبرى إلى الاتفاقية التي دخلت حيز التنفيذ، وعلى الرغم من ذلك، فإن Eurasia تضع احتمالية التوصل لاتفاق طويل الأجل عند %60، وأوضحت أن الاتفاق نفسه قد يخلق بعض المخاطر، بما فيها أسعار النفط، وحذّرت «أوكسفورد أناليتيكا» من احتمالية اشتداد المنافسة بين إيران والمملكة العربية السعودية، مما يثير «حرباً بالوكالة» بين اثنين من القوى الكبرى في المنطقة.
خامساً: أوروبا على الرغم من وجود ضوء داخل النفق، فإن أوروبا ما زالت تواجه تحديات صعبة، ووضعت Eurasia أوروبا في «الوسط المضطرب» – لا انتعاش ولا انهيار.
سادساً: كوريا الشمالية قالت «أوكسفورد أناليتيكا» إن مخاطر التقلبات في كوريا قد ارتفعت منذ وفاة كيم جونغ أيل عام 2011.
سابعاً: الدول المنتجة للنفط مع متابعة الدول المنتجة للنفط حول العالم عن كثب المفاوضات النووية الإيرانية، فإن Euroasia ترى في ذلك الاتفاق سبباً في عمليات بيع، وهو ما سيؤدي إلى أن تلك الدول قد تواجه أزمة خطيرة في الميزانية.
ثامناً: الولاياتالمتحدة قد يؤدي تقليص حجم الدور الذي تلعبه الولاياتالمتحدة في الشؤون الخارجية إلى ضعف المعايير الدولية، وزيادة الخلاف في اللوائح المالية، وإضعاف ال«ناتو». وحذّر تقرير «أوكسفورد أناليتيكا» من أنه في حال أصبح الاقتصاد الأميركي غارقاً في فخ الانكماش، فإنه قد يقود العالم إلى ركود آخر.