وجهت جماعة العدل والاحسان متمثلة في مجلس الارشاد للجماعة باعتباره أعلى هيئة تقريرية داخل الجماعة، رسالة إلى حركة التوحيد والإصلاح وجناحها السياسي حزب العدالة والتنمية بشكل علني، وعبر الإعلام. الرسالة لم تخل من ديبلوماسية، ومن تقريع في نفس الآن. ما مضمون هذه الرسالة؟ وما خلفياتها؟ وهل كانت جماعة العدل والإحسان ستراسل الذرع الدعوي والسياسي للحزب الذي حاز على أكبر عدد من المقاعد البرلمانية، الشيء الذي بوأه رئاسة الحكومة، لو لم تكن مرجعية هذا الحزب إسلامية، وتتلاقى وتتقاطع في العديد من الأرضية والمرجعية المشتركة؟ محمد ضريف المتخصص في الحركات الإسلامية، يجيب "فبراير.كوم" على هذا الأسئلة ويوضح:«أولا: لفهم رسالة جماعة العدل والإحسان لابد من العودة إلى ما ورد في بيان الدائرة السياسية للعدل والاحسان، الذي أصدرته بمناسبة خروجها من حركة 20 فبراير، إذ أكدت الجماعة أن حزب العدالة والتنمية يجسد الإسلام المخزني الذي يضفي المشروعية على الاستبداد. ثانيا: طبعا، لو تعلق الأمر بحزب آخر من خارج الحركة الإسلامية لما وجهت إليه الجماعة هذه الرسالة. جماعة العدل والإحسان تدرك أن مشاركة العدالة في الحكومة كحزب يتنسب إلى الحركة الإسلامية سيؤثر سلبا على الحركات الإسلامية في المغرب، وتعتبر أن المشاركة جاءت للالتفاف الشعبي على غرار ما وقع في دول عربية. الجماعة ترفض أن يقارن ما قام به المغرب من إصلاحات مع التحولات التي وقعت في مصر أو وتونس. ثالثا:يستنتج من الرسالة الموجهة إلى حركة الإصلاح والتوحيد، أنها رد واضح على ما صرح به الأمين لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، عندما دعا الجماعة إلى التوقف من خارج المؤسسات، ومن ثم العمل من داخلها. ففي تصريح سابق أدلى به عبد الإله بنكيران، وقد نشرته بعض الصحف المغربية، حينما سئل عن طريقة تدبيره لملف الإسلاميين، بما في ذلك ملف السلفية الجهادية، دعا جماعة العدل والاحسان إلى التوقف عن العمل من خارج النظام السياسي والى الدخول في اللعبة السياسية. ونفس الدعوة وردت على لسان بنكيران حينما كان ضيفا على قناة الجزيرة، الشيء الذي اعتبرته جماعة العدل والإحسان كلاما غير مسؤول، لأنه يعيد انتاج الخطاب الاستئصالي الذي عانى منه حزب العدالة والتنمية نفسه. إذن ما هي الرسالة التي تحاول جماعة العدل والإحسان تبليغها ليس فقط للمكتب التنفذي لحركة الإصلاح والتوحيد، ولكن أيضا للأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية؟ حسب ذ. ضريف الرسالة واضحة: من جهة تكذيب كل الإشاعات التي ترددت لدى انسحاب الجماعة من حركة 20 فبراير، وهي الإشاعات التي اعتبرت أن أن قرار الانسحاب بمثابة هدية عبد السلام ياسين إلى بنكيران، وبالتالي الرسالة توضح أن لا علاقة لها بحكومة بنكيران، ولا بخيارات حزب العدالة والتنمية" الرسالة مرة أخرى واضحة، حسب ذ.ضريف، لأنها تقول للحزب الإسلامي إن الجهود التي تبذلها تمضي في الاتجاه الخاطئ، ولا تقوم بأكثر من إطالة عمر الإستبداد"