بعث الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى فرانسوا هولاند٬ بمناسبة انتخابه، الأحد 6 ماي الجاري، رئيسا جديدا للجمهورية الفرنسية. وأعرب الملك في برقيته للرئيس الفرنسي المنتخب٬ باسمه الخاص ونيابة عن الشعب المغربي٬ عن أحر التهاني وأصدق المتمنيات بكامل التوفيق " في مهامكم السامية والنبيلة٬ في خدمة مصالح الشعب الفرنسي الصديق".
وأكد أن " الثقة الغالية التي وضعها الشعب الفرنسي الصديق في شخصكم٬ لتعبر بحق عن تقديره الكبير لخصالكم الإنسانية العالية ولمؤهلاتكم السياسية الكبيرة. كما تعكس تطلعاته للتغيير٬ والآمال التي يعقدها عليكم من أجل مستقبل أفضل٬ ملؤه التقدم والازدهار والرخاء".
وأعرب الملك محمد السادس عن يقينه " من أن فرنسا٬ بقيادتكم الحكيمة٬ سوف تحقق مكاسب وإنجازات هامة٬ كفيلة بتعزيز المكانة المتميزة التي تتبوأها على الساحة الدولية٬ كدولة عظمى ساهمت على الدوام٬ في إشاعة القيم الإنسانية المثلى للحرية والإخاء و المساواة٬ كما أنني واثق من أن العلاقات المتميزة والفريدة التي تجمع بلدينا٬ والشراكة الاستراتيجية ذات الطابع الاستثنائي التي تربطهما٬ سوف تزداد رسوخا ".
وأكد الملك حرصه الوطيد على العمل سويا مع الرئيس الفرنسي الجديد من أجل إثراء هذه العلاقات٬ التي تستمد قوتها من تلك الحيوية المتجددة باستمرار التي تميز أواصر الصداقة العريقة٬ والتقدير المتبادل٬ التي جمعت على الدوام الشعبين المغربي والفرنسي.
وأضاف:"ومما يضفي على هذه الشراكة الاستراتيجية٬ التي نسجها تاريخنا المشترك٬ ورسختها تلكم القيم الثقافية والإنسانية التي يتقاسم بلدانا الايمان بها٬ طابع التميز كونها ترتكز أيضا على تطابق وجهات نظر بلدينا تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية، سواء تعلق الأمر بتنمية القارة الإفريقية٬ وهو الهدف الذي يمر حتما عبر تعزيز السلم والأمن في العديد من مناطقها٬ وبخاصة في منطقة الساحل والصحراء٬ أو بإيجاد حل نهائي عادل ودائم لأزمة الشرق الأوسط٬ أو أيضا بتعزيز التعاون بين ضفتي المتوسط٬ من أجل إنشاء فضاء أورو- متوسطي٬ تسوده قيم الديمقراطية والاستقرار والتفاهم والتقدم المشترك".
كما أكد الملك ثقته من أن البلدين الصديقين٬ المتشبثين بالقيم الكونية المثلى للحوار والتسامح واحترام الآخر٬ لن يدخرا جهدا لمواصلة العمل على تعزيز تعاونهما في مجال مكافحة الإرهاب والنزوعات الظلامية والكراهية وعدم التسامح٬ كما سيواصلان بذل جهودهما المشتركة من أجل استتباب السلم والأمن في مختلف ربوع العالم٬ والنهوض بمستوى التعاون بين دول الشمال والجنوب٬ لجعله أكثر تضامنا وانسجاما٬ وإضفاء طابع إنساني على العولمة٬ لما فيه خدمة التنمية المستدامة والازدهار المشترك.
وجدد الملك٬ في ختام هذه البرقية٬ متمنياته بكامل النجاح لفرانسوا هولاند في مهامه النبيلة.