حذر البنك الدولي من أن ارتفاع حرارة الأرض سيؤدي إلى نشوء ظواهر مناخية حادة كالأعاصير القوية والفيضانات المدمرة، الأمر الذي يهدد ببقاء ملايين البشر في دائرة الفقر. وأبرز البنك الدولي، في تقرير نشرته مصادره الإعلامية بواشنطن، تحت عنوان (اخفضوا الحرارة: تقلبات المناخ الحادة وآثارها الإقليمية ومبررات المرونة)، مختلف التأثيرات المحتملة لارتفاع حرارة الأرض بين درجتين و4 درجات مئوية على الإنتاج الزراعي والموارد المائية والنظم البيئية الساحلية والمدن في أنحاء أفريقيا جنوب الصحراء وجنوب آسيا وجنوب شرق آسيا.
واستند التقرير الجديد على تقرير صدر عن البنك الدولي في أواخر العام الماضي، كان قد خلص إلى أن حرارة الأرض ستزيد 4 درجات مئوية عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية بحلول نهاية هذا القرن، إذا لم نتخذ الآن تدابير منسقة.
وأشار التقرير إلى أن ارتفاع حرارة الأرض بدرجتين مئويتين في العقود القليلة القادمة سيؤدي إلى النقص المتكرر في السلع الغذائية في إفريقيا جنوب الصحراء، وتغير أنماط المطر في جنوب آسيا ما يسبب فيضانات تغرق بعض الأجزاء وتترك أجزاء أخرى بلا مياه كافية لتوليد الطاقة أو الري أو الشرب، إلى جانب تدهور الشعب المرجانية وموتها في جنوب شرق آسيا وما ينشأ عنه من انخفاض الأرصدة السمكية، وارتفاع خطر تعرض المجتمعات والمدن الساحلية لعواصف عاتية.
وفي هذا السياق، قال رئيس مجموعة البنك الدولي، جيم يونغ كيم، إن "هذه التغيرات التي يتوقع حدوثها في المناطق الاستوائية تظهر مدى الصعاب التي ستصيب كافة المناطق في نهاية المطاف إذا أخفقنا في السيطرة على ارتفاع حرارة الأرض"، مشددا على ضرورة اتخاذ تدابير عاجلة لخفض انبعاث غازات الاحتباس الحراري، ولمساعدة البلدان على الاستعداد لعالم يشهد "ظواهر مناخية وجوية متطرفة".
وعلى الرغم من ذلك، أعرب كيم عن تفاؤله واقتناعه بإمكانية تخفيض أعداد الفقراء حتى في مثل هذا العالم الذي يواجه تحديات قاسية من جراء تغير المناخ، مضيفا "إننا نستطيع أن نساعد المدن لكي تنمو نموا نظيفا قادرا على المرونة في وجه تغير المناخ، وأن نبتكر أساليب زراعية ذكية ملائمة للمناخ، وأن نجد سبلا مبتكرة لتحسين كلò من كفاءة استخدام الطاقة وأداء أنواع الطاقة المتجددة".