أدانت الهيئة القضائية بالمحكمة الابتدائية باليوسفية، الأسبوع الماضي، والد طفل قاصر، بشهر حبسا نافذا بتهمة الضرب والجرح، وتعريض حياة طفل للخطر، وغرامة مالية قدرها 500 درهم، بعد أن كان قد اعتقل قبل أسبوعين من طرف عناصر الشرطة القضائية بمدينة اليوسفية، بناء على تعليمات من طرف وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية باليوسفية، بعد تلقيه شكاية من طرف رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان مراكش-آسفي، وتتعلق بتعرض الطفل مروان دغوغي، البالغ من العمر ثماني سنوات، لاعتداء بالضرب من طرف والده، الذي كان يعمد إلى كيه في أجزاء مختلفة من جسده بواسطة قضيب حديدي ساخن. وتفجرت فصول القضية بعد أن اكتشفت معلمة بإحدى المؤسسات التعليمية الخاصة بحي أجنديس باليوسفية، عددا من البثور، والجروح والحروق الخطيرة في مناطق متعددة من جسد التلميذ مروان، قبل أن يؤكد، من خلال إفادته لمدرسته، أنه يتعرض بشكل يومي للضرب والحرق من طرف والده بواسطة قضيب حديدي ساخن، قبل أن يتدخل على خط القضية، رضوان العيروكي، عضو اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بمراكش، بعد أن اكتشف هو الآخر خلال زيارة مفاجئة له للمؤسسة التعليمية التي يدرس بها أيضا أبناؤه، وضعية الطفل مروان، ومن ثم حركت مسطرة المتابعة القضائية في حق الأب القاطن بدوار الفلالحة بجماعة أولاد عمران، التابعة لإقليم سيدي بنور. وكشفت التحقيقات الأمنية التي باشرها عناصر الشرطة القضائية بمدينة اليوسفية، أن الأب كان يقوم بوضع قضيب حديدي فوق النار، ويقوم بواسطته بحرق ابنه مروان، وعمد الأب خلال مرات عدة إلى تعذيب ابنه بواسطة قضيب بلاستيكي خاص بقنينة الغاز، فضلا عن حبسه وحيدا وسط غرفة مظلمة، بعد أن أحكم إغلاق بابها، دون أن تشفع استغاثته ونداءه من أجل تزويده بكوب ماء، يؤكد الطفل الضحية، خلال التحقيق الأمني التمهيدي معه، قبل أن يواصل بشكل مؤثر أمام هيئة المحكمة سرد مختلف التفاصيل المتعلقة بما كان يتعرض له من تعذيب سادي من أب تجرد من كل معاني الأبوة والحنان. ولم تفلح الضغوط التي حاولت بعض الأطراف ممارستها على الطفل الصغير من أجل تغيير مضمون إفادته، حيث إن وضعيته النفسية الصعبة وآثار الحروق الخطيرة التي على جسده شكلت حافزا له من أجل مواصلة سرد وبجرأة بالغة ما ذاقه جسده النحيف من تعذيب على يد والده، الذي لم يجد حرجا في الاعتراف بجل تفاصيل عمليات التعذيب التي مارسها على ابنه، وإن كان يشدد، خلال مراحل التحقيق الأمني، وخلال الاستماع إليه من طرف الهيئة القضائية، على أن ما كان يمارسه على ابنه من تعذيب، كان يندرج فقط في سياق تربيته، والحرص على عدم تكرار الطفل لبعض الممارسات الخاطئة.