بعد مضي عام على حكومته، اجتمع عبد الإله بنكيران لأول مرة بقيادة حليفه حزب التقدم والاشتراكية، مؤخرا، لتدارس مشاكل الأغلبية والتحديات السياسية للحكومة، خصوصا في ظل الخرجات المثيرة للقلق لحميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال. اللقاء عقد في بيت مصطفى الغزوي، عضو قيادي في التقدم والاشتراكية، بحي الرياض، وضم جميع أعضاء الديوان السياسي، إضافة إلى أعضاء مجلس الرئاسة الذي يترأسه إسماعيل العلوي، وقال قيادي بالتقدم والاشتراكية إن «اللقاء تم الترتيب له باتفاق بين الطرفين».
نبيل بنعبدالله، الأمين العام للتقدم والاشتراكية، أكد فعلا حصول اللقاء، وقال عنه إنه «لقاء عادي غير مرتبط بسبب معين»، وأضاف أن «اللقاء كان غير رسمي لتبادل وجهات النظر بشأن التطورات السياسية الجارية».
بنكيران، الذي كان رُفقة عبد الله بها وزير الدولة، عبر عن اعتزازه بقادة التقدم والاشتراكية الحليف اليساري الوحيد في التجربة الحكومية، وأكد في كلمته أن «ما يجمع العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية أكثر بكثير مما يفرقنا».
وزاد بنكيران مادحا قياديي التقدم والاشتراكية قائلا: إنه»يعرفهم منذ زمان طويل»، ووصفهم بأنهم «يتحلوّن بالأخلاق والجدية والالتزام والمسؤولية»، واعتبر مشاركة «حزب بمرجعية حداثية» في الحكومة نقطة قوة.
وعُلم أن جميع المداخلات التي تمت في اللقاء، سواء من لدن قيادات التقدم والاشتراكية أو من طرف بنكيران وعبد الله بها، تجنبت الخوض في الحديث عن تصريحات حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، الأخيرة ضد حكومة بنكيران.
وقال بنعبدالله:«لا تهمنا تصريحات شباط»، و»لم نتحدث عنه نهائيا»، وقال إن الغرض «كان تواصليا بين رئيس الحكومة وقيادة التقدم والاشتراكية». أما إسماعيل العلوي، رئيس مجلس رئاسة التقدم والاشتراكية، فقد وصف اللقاء مع بنكيران ب»الودي والحميمي»، وأكد أن النقاش انصب على التحديات التي تنبغي مواجهتها من لدن الحكومة.
وتداولت قيادة حزب التقدم والاشتراكية مع بنكيران وجهات نظرها بخصوص أكثر من ملف، من أبرزها ملف الجهوية، والأمازيغية، والوحدة الترابية، والعالم القروي، والمناصفة ومناهضة التمييز ضد النساء، والتحديات التي ينبغي على الحكومة مواجهتها.
وأثارت قضية حقوق النساء وإخراج هيئة المناصفة للنساء إلى حيّز الوجود، نقاشا بين نزهة الصقلي وبنكيران، وأن هذا الأخير ردّ على الصقلي بالقول إن دعم حقوق المرأة خيار مجتمعي، تقرر دستوريا ولا يمكن التراجع عنه سواء من لدن العدالة والتنمية أو غيره.
وانتهى اللقاء بكلمة تقدم بها نبيل بن عبدالله قال فيها إن قرارات حزبه تراعي مصلحة الوطن أولا، قبل مصلحة الحزب في تفسيره لقرار المشاركة في حكومة بنكيران، وأضاف في سياق ذلك قائلا: «أزداد اقتناعا يوما بعد آخر بصوابية قرارنا المشاركة في هذه الحكومة».