أعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في مقطع فيديو بث على موقع يوتيوب مسؤوليته عن الهجوم على صحيفة شارلي إبدو الفرنسية الساخرة ردا ما نشرته من رسوم اعتبرت مسيئة للنبي محمد. وقتل مسلحون 17 شخصا في ثلاثة أيام من أعمال العنف التي بدأت بفتح النار على العاملين في مقر الصحيفة في باريس الأسبوع الماضي انتقاما لنشر صور ساخرة فيها للنبي محمد. وقال مصدر غربي إنه لا يوجد دليل ملموس على وجود صلة عملية مؤكدة بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وفي وقت لاحق اليوم قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الولاياتالمتحدة تعتقد بصحة الفيديو. وقالت المتحدثة ماري هارف إن من المعتقد أن الفيديو صحيح لكن المسؤولين ما زالوا يسعون للتحقق من جوانب معينة في مزاعم القاعدة في جزيرة العرب فيه. وقالت « نعتقد أن الفيديو جاء من الجناح الإعلامي للقاعدة في جزيرة العرب. » وأضافت « نفحص بوضوح كل جزء من ذلك … هل كان هناك توجيه أيديولوجي¿ هل كانت هناك أموال¿ هل كان هناك تدريب¿ تلك هي المزاعم المحددة التي نفحصها ومن ثم فأنا لا أؤكد حقيقة كل جزء من ذلك الفيديو. » وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها جماعة رسميا مسؤوليتها عن الهجوم على الصحيفة الذي نفذه شقيقان زارا اليمن عام 2011 . والشقيقان سعيد وشريف كواشي مولودان في فرنسا وهما من أصل جزائري. وتتعقب السلطات الفرنسية شركاء محتملين وتقول إنها في حالة تأهب للتصدي لمزيد من الهجمات. وقال نصر بن علي الأنسي المقاتل بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب في التسجيل « أما عن غزوة باريس المباركة فإننا في تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب نتبنى هذه العملية ثأرا لنبينا. »، كما ورد في قصاصة لرويترز قبل قليل. وقال الأنسي « نوضح للأمة أن الذى اختار الهدف ورسم الخطة ومول العملية وانتدب قائدها هم قيادة تنظيم القاعدة استجابة لأمر الله ونصرة لرسول الله ثم تنفيذا لأمر أميرنا العام الشيخ المناضل أيمن بن محمد الظواهري وتنفيذا لوصية الشيخ أسامة بن لادن رحمه الله. » ونسب الفضل أيضا إلى أنور العولقي القيادي في تنظيم القاعدة بجزيرة العرب الذي اغتيل في ضربة أمريكية. ولم يتضح كيف يمكن أن تكون للعولقي الذي قتل في هجوم بطائرة أمريكية بلا طيار عام 2011 صلة مباشرة بهجوم باريس إلا أنه ألهم كثيرا من المتشددين الذين نفذوا أعمال عنف في الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وسخر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من المسيرة الكبيرة التي نظمت في باريس يوم الأحد لتكريم الضحايا قائلا عن الزعماء الغربيين الذين شاركوا في المسيرة « انظروا إليهم كيف تجمعوا وتآزروا وتعاضدوا يقوون ضعفهم ويلعقون جراحهم. » وأضاف « سواء في باريس أو نيويورك وواشنطن أو في لندن وإسبانيا وفي فلسطين أسطورة العزة والإباء … انظروا إليهم جميعهم بتمعن. إنهم أنفسهم أولئك الذين قتلونا في أفغانستان والقوقاز وفي غزة والشام والعراق والصومال واليمن. » وأفاد موقع سايت للرصد على الانترنت أن تنظيم الدولة الإسلامية المنبثق عن تنظيم القاعدة أصدر تسجيل فيديو قال إنه يظهر مقابلات مع ثلاثة مقاتلين فرنسيين في سوريا يشيدون بالهجمات. وقال أحدهم « أقول للشعب الفرنسي الذي يعتقد أن الدولة الإسلامية لم تصل إلى أوروبا: بمشيئة الله سبحانه وتعالى سنصل إلى أوروبا.. كل أوروبا. » وقال موقع سايت أيضا إن جماعة بوكو حرام النيجيرية أصدرت فيديو يظهر زعيمها أبو بكر شيكاو يرحب بالهجمات. ونسب موقع سايت إلى شيكاو قوله في التسجيل « شعرنا بالفرح لما لاقاه الشعب الفرنسي من الويل لأن دماءهم أريقت على أرضهم. الله أكبر. » ووصف مصدر دبلوماسي الأنسي بأنه من متشددي القاعدة الذين روجوا لاندماج الجماعة مع الدولة الإسلامية. ويسلط اعلان المسؤولية الضوء من جديد على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يشير إليه مسؤولون غربيون على أنه أخطر أفرع القاعدة. وركز تنظيم القاعدة في جزيرة العرب نشاطه في الآونة الأخيرة على محاربة أعدائه على أراضي الجزيرة العربية مثل القوات الحكومية والمتمردين الشيعة. ولكنه يقول إنه ما زال يسعى لتنفيذ هجمات في الخارج. وقال مصدران يمنيان رفيعان إن شريف وسعيد كواشي اللذين نفذا هجوم شارلي إبدو سافرا إلى اليمن عن طريق سلطنة عمان عام 2011 والتقيا بالعولقي وخضعا لتدريب على استخدام السلاح في محافظة مأرب في شرق البلاد. ونفى زعيم قبلي في مأرب أن يكون الشقيقان قد تدربا هناك عام 2011 أو أن العولقي كان موجودا في المحافظة. وكان ناصر الوحيشي زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في اليمن مساعدا مقربا لزعيم القاعدة أسامة بن لادن الذي ولد أبوه في اليمن. وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اشتكى اليوم من أن اليمن معرض لحملة إعلامية مسيسة بسبب زيارة المهاجمين للبلاد عام 2011. ونسبت الوكالة إلى منصور قوله « إن الشخص الذي قيل انه جاء اليمن ليتعلم خلال ثلاثة أيام الرمي بالمسدس كان مسجونا ورهن التحقيق لمدة عامين في فرنسا. » وتساءل لماذا تأتي العناصر المشبوهة إلى اليمن ثم تعود دون أي مساءلة عن مهمتها.