بعد مرور ثماني سنوات على الفضيحة التي هزت مدينة أكادير، مثل، أول أمس الاثنين بالعاصمة البلجيكية بروكسيل، الصحفي البلجيكي فيليب سرفاتي، أمام المحكمة، بتهم «اغتصاب قاصرات أقل من 14 سنة، واستغلال قاصرات في الدعارة دون 16 سنة، وكذا توزيع مواد إباحية، والمعاملة اللإنسانية التي أظهرتها الصور الإباحية المنشورة على عدة مواقع إلكترونية». وكان الصحافي السابق في جريدة «لوسوار» البلجيكية قد مثل يوم فاتح فبراير من السنة الجارية أمام غرفة الجنايات، بعدما استدعته النيابة العامة على خلفية دعوى قضائية تقدمت بها ضده بعض ضحاياه المغربيات لدى القضاء البلجيكي.
وفي الوقت الذي كان من المنتظر أن يحال المتهم على غرفة الجنح، خلال شهر يونيو من طرف النيابة العامة لمدينة بروكسيل، قدم استئنافا أمام غرفة الجنايات.
وتفجرت وقائع هذه الفضيحة الجنسية سنة 2004، بعد أن تقدمت إحدى الفتيات بمدينة أكادير بشكاية إلى مصالح الأمن، تفيد فيها بأن سائحا بلجيكيا يسمى فليب سرفاتي، قال إنه يعمل صحفيا في جريدة «لوسوار» البلجيكية، كان قد وعدها بالزواج، وسبق أن رافقته مرات عديدة إلى إحدى الشقق بأكادير لتمارس معه الجنس، وأقنعها في الأخير بالتقاط صور لها وهي في أوضاع جنسية شاذة، إلا أنها فوجئت بصورها العارية معروضة للبيع في محل لبيع الأقراص المدمجة، يروج صورها إلى جانب صور خليعة أخرى في قرص واحد يضم ما يزيد عن 190 صورة بورنوغرافية. لكن البداية الحقيقية لهذه القصة تعود إلى عام 2001، حينما تعرفت المشتكية، وهي معلمة، على البلجيكي فيليب عبر الأنترنت. هذا الأخير أبدى إعجابه بالمغرب ورغبته في زيارته، وهو الأمر الذي سيتم في أواخر شهر يناير من السنة نفسها. سرفاتي قدم نفسه علي أساس أنه صحافي، وتوطدت علاقته بالمعلمة، التي لم تتردد في مرافقته إلى الشقة التي استأجرها، هناك لم يكتفيا بممارسة الجنس بطرق شاذة، بل طلب منها أخذ صور عارية لها للذكرى، ولم يجد الأمر ممانعة لديها، وافترقا على موعد قريب، سرعان ما تجدد.
وعاد الصحافي المزعوم إلى المغرب مرات ومرات، ما بين سنتي 2001 و2004. وبأساليب مختلفة، كان يوقع ضحاياه، اللواتي فاق عددهن عشرين فتاة مغربية من أعمار مختلفة، جمع صورهن البورنوغرافية في أقراص مدمجة، إضافة إلى 20 فيلما بصريا، تم رفعها على مواقع إلكترونية متخصصة في عرض أفلام البورنو.
وغداة تفجر الفضيحة، سارعت سلطات الأمن بأكادير إلى ملاحقة الفتيات اللواتي ظهرن في الصور والأشرطة، فيما سمحت لسرفاتي بمغادرة المغرب، بعد تحقيق معه دام 18 ساعة. وأصدرت المحكمة الابتدائية بأكادير أحكاما بالسجن في حق الفتيات المتهمات بالفساد، تراوحت مدتها ما بين أربعة أشهر وسنة، إضافة إلى الغرامات المالية، بينما أصدرت السلطات الأمنية مذكرة بحث دولية في حق البلجيكي بطل هاته القضية.
وظل سرفاتي منذ ذلك الوقت حرا طليقا في بلده، قبل أن يقرر القضاء البلجيكي استدعاءه بناء على تحريك الضحايا المغربيات للشكوى ضده.