تحل الذكرى الخامسة والخمسين لعيد الإستقلال السعيد ، الذكرى التي تجدد كل يوم ثامن عشر من شهر نونبر ، حيث تحتفل الأمة المغربية بموعد النصر واستقلال البلاد. وإن هذه الذكرى لتحمل في طياتها علامات التجديد والتحول ببلادنا إلى تحقيق ما يصبو إليه المغاربة جمعاء من تقدم وازدهار. الثامن عشر من نونبر إحدى المحطات الخالدة في تاريخ المغرب الحديث لأنه وضع حدا لعهد الحجر والحماية الذي فرضه الاستعمار على البلاد بداية منذ سنة 1912. يوم عشرين غشت من سنة 1953 قرر المستعمرون نفي جلالة الملك المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه إلى كورسيكا ثم إلى جزيرة مدغشقر ، فكانت مسألة النفي هذه بمثابة النقطة السوداء التي أفاضت الكأس ، لأن المغاربة لم يبقوا مكتوفي الأيدي بل وضعوا اليد في اليد والقلب مع القلب ، وتفجرت كل المدن والقرى مستعدة لتقديم الغالي والنفيس من أجل رجوع الملك واستقلال البلاد ، هكذا كان مآل فكرة النفي الفشل وعجلت برحيل الحماية. كان يوم السادس عشر من نونبر 1955 يوما مشهودا في تاريخ البلاد ، ففي هذا اليوم عاد جلالة المغفور له محمد الخامس وأسرته إلى أرض الوطن . ومهما بلغت من رفاهة الإحساس وعمق التعبير لا يمكنني أن أعطيكم صورة واضحة عن مدى التلاحم بين العرش والشعب ومدى إيمان المغاربة الراسخ بعدالة قضيتهم والتفافهم الدائم حول رمز الوحدة. هكذا أصبح يوم ثامن عشر نونبر يوما خالدا في تاريخ بلدنا الأمين ودليلا قاطعا على أنه بالتحام العرش والشعب وبحب شعار المملكة الخالد- الله –الوطن-الملك- إستطاع المغاربة طرد المستعمر والحصول على الإستقلال ليعيش المغرب في أمن وأمان. هنيئا بذكرى عيد الإستقلال المجيد التي تصادف هذه السنة إحتفال المغاربة جمعاء بعيد الأضحى المبارك .وعيد مبارك سعيد