تغرب الكثير من المغاربة من طنجة إلى لكويرة لشباب 20فبراير ولشعاراته أمام الاعلام الوطني والدولي !!!!، والغريب كذلك هو تلك التحالفات الواسعة التي جمعت " الشامي بالمغربي "، وضبابية مطالب القوى اليسارية الراديكالية، وانتعاش قوى دينية ركبت على هذا" التسونامي " وهي التي كانت تنأى بنفسها بمخالطة الشيوعيين ... لكن ما هو الخفي من هذه الحركية عندنا في المغرب، ومن الذي يحرك خيوط اللعبة من مراكش إلى البحرين؟ نعم، لقد تبين الغث من السمين بعد يوم 20 مارس، وأن ظاهرة الاحتجاجات هذه كانت بلون خاص مغاير لما ألفه المغاربة ... والكثير لم ينتبه إلى تلك الشعارات التي رفعها والتي لم تكن مطالب اجتماعية وضد الغلاء والفساد و" الحكرة " والزبونية ، بل كانت توحي أن كل المغاربة هم في مواجهة النظام، وضد الوحدة الترابية، وضد الواقع الجغرافي والتاريخي، والإثني المغربي المتجانس منذ عدة قرون . لقد انضاف أو بعبارة أدق اندس "طابور خامس " داخل الاحتجاجات وعبر الفايس بوك وعبر قنوات الشباب مثل كازا اف أم، و توجه بانتقادات إلى مؤسسات الدولة، كانت أكبر من حجم هذه المظاهرات والانتقاد في تاريخ المغرب، رغم أن الكثير من الفايسبوكيين لم يكونوا من طلاب هذه الشعارات، ولا علم لهم بخطورة هذه المطالب ؟ والأخطر في كل هذه الاحتجاجات، هو تلك النماذج الفوضوية المدربة على استفزاز الشرطة، وهو ما لاحظناه جليا عندما كانت عناصر " هذا الطابور الخامس " خلال مظاهرات وجدة والمدن الأخرى تعمل على استفزاز قوات الأمن ودفعها إلى مهاجمة المتظاهرين من خلال محاولة الاحتكاك عن قرب منها " لتسخين الطرح" وهو المخطط الجهنمي الرهيب الذي التقطته عدة كاميرات محترفة كذلك في كل من مصر وسوريا والبحرين والأردن ... لقد تم تدريب عناصر شابة سريعة التحرك في الغرب على قيادة هذه المظاهرات، منوط بها بالدرجة الأولى استفزاز قوى الأمن ونشر الإشاعات والأكاذيب وسط المتظاهرين للزيادة في شحن الشباب والدفع به إلى استعمال العنف ضد رجال الشرطة، ومن جهة أخرى تقوم هذه العناصر بأعمال التخريب والحرق والنهب، مما يدفع بالشرطة والجيش إلى استعمال القوة المفرطة ضد المتظاهرين. والخطير في الأمر أن هذا الطابور الخامس يكون دائما مرفوقا بمصورين متمرسين يلتقطون أدق عمليات الاحتجاج والصراخ والعويل والشعارات المدوية ، والأهم هو تصوير قوات قمع المظاهرات وهي تجري وراء المحتجين بالهراوات وخراطيم المياه والغازات المسيلة للدموع، خلالها يبدي بعض المحتجين شجاعة نادرة في مواجهة عصي البوليس وخراطيم المياه بصدور عارية وبحركات، وهو ما يسبغ – في النهاية - على الاحتجاجات طعما خاصا ، يترجم على أن الشباب مصمم على التغيير، وأن سقف المطالب تعدى الخطوط الحمراء إلى الحد بالمطالبة بقلب النظام ، وهو ما تحاول " الجزيرة " " والحرة " وقنوات أخرى إثارته بخبث مبين وبإتقان