بطريقة مأخوذة من عالم التسويق والتجارة بدأنا نشهد في السنوات الأخيرة افتتاح فروع إقليمية للجوائز الأدبية الغربية، فكما أن هناك فروع لشركة اديداس، أو لمطاعم ماكدونالد في شتى أنحاء العالم تعتبر امتداداً للمركز الرئيسي، تطورت ظاهرة الجوائز الأدبية الإقليمية فشاهدنا جائزة بوكر عربية، وأخرى أسيوية، ولا أدري إن كان هناك واحدة خاصة بأمريكا اللاتينية، وهي بمثابة فروع لبوكر البريطانية، ثم دخلت على الخط شركة اسمها "هاي فيستفال" متخصصة بتنظيم المهرجانات و الجوائز الأدبية فهي تنظم مهرجان بريطاني شهير، كما نظمت مهرجاناً مشابهاً في كولومبيا، و تنوي تنظيم ثالث في بيروت اسمه "بيروت 39 " حيث يتم اختيار تسعة وثلاثين روائياً أعمارهم تحت الأربعين من أجل استضافتهم في بيروت لمدة شهر، ثم ترجمة أعمالهم إلى الانكليزية وغيرها من اللغات. وهذه المسابقة هي ما سنتحدث عنه في هذه السطور لكن قبل ذلك لا يسعنا إلا أن نسجل عدة ملاحظات. أولها أن افتتاح فروع لجوائز غربية في العالم بطريقة مأخوذة من عالم الاستهلاك يعبر عن التسليع المتزايد للفن والثقافة وهذا أمر معروف حتى في الدول الغربية، كما أنه يعبر عن نزوع متزايد لاختراق ما تبقى من قلاع الثقافة الوطنية من قبل العولمة الغربية بخصائصها الراهنة المعروفة التي تنحو إلى فرض نموذج واحد في كل مجالات الحياة من الطعام والشراب إلى اللباس، وطرق التفكير، وصولاً إلى تعيم ذائقة جمالية واحدة على كل الشعوب، وما على الشعوب سوى أن تقر بأفضلية الهمبرغر على طعامها المحلي وعليها أن تستهلكه بدل طعامها الشعبي. كما يجب أن نشير إلى أن هجمة الجوائز والمسابقات الغربية هذه على العالم العربي لا تنفصل قط عن الهجمة العسكرية الغربية، فاستراتيجيات السيطرة الغربية تقوم على قوتين متلازمتين متكاملتين: القوة العسكرية الخشنة، والقوة الناعمة التي تعمل بآليات مدنية معقدة منها تجنيد عدد واسع من النخب والمثقفين، إما بإقناعهم بأفضلية المشروع الغربي، أو بجعل مصالحهم الشخصية مرتبطة بهذا المشروع وهنا دور الجوائز والمسابقات الأدبية. تعمل هذه الجوائز أيضاً بطريقة مأخوذة من عالم الأعمال، فمثلما تعمد شركة عالمية لفتح فرع لها في بلد ما بواسطة متعهد محلي من الباطن قامت شركة "هاي فيستفال" بتعهيد جائزتها من الباطن لمثقف عراقي اسمه صمويل شمعون الذي يتمتع بحظوة كبيرة في المؤسسات الثقافية الانكليزية حيث يعتبر أساسياً في مشروع "جائزة بوكر العربية" إضافة إلى المسابقة الجديدة " بيروت 39 "، وهو يعيش في الغرب منذ عشرات السنين ومتزوج من انكليزية، ويدير مجلة وموقعاً ثقافياً على النت افتتحه في شهر مارس 2003، أي في توقيت غزو بلده الأصلي، العراق، من قبل التحالف الأمريكي، دون أن ينبث ببنت شفة عن ذلك الحدث الهائل الذي كان العالم يترقبه، وانقسم حوله بين قلة مؤيدة تتبع محور الشر الأنكلو- أمريكي، وأغلبية شعبية مناهضة لتحالف الشر هذا، فقبل شهر من العدوان جالت شوارع العالم أكبر تظاهرات عرفها التاريخ إذ تظاهر 15 مليون في يوم واحد، أما شاعرنا فقد كتب عن مشروعه الثقافي بأنه "كيكا، فضاء لثقافة الحرية والتسامح. ليس لجريدة كيكا أي أهداف سياسية، وهي تناهض الأفكار المتزمتة بكل أشكالها الدينية والسياسية والعرقية ". ولا تحسبن أفكار المحافظين الجدد والأصولية الغربية مشمولة ضمن "الأفكار المتزمتة والمتعصبة" التي يناهضها الموقع فهذه من ضمن منظومة الحداثة الغربية المقدسة! و تخيلوا ان المُعتدى عليه الذي تتساقط القنابل فوق شعبه يدعو للتسامح؟ ألا يعني ذلك دعوة للتسامح مع المحتل المعتدي القاتل؟ و يشرح الكاتب أن تسمية الموقع باسم كيكا "تيمناً بشخص أصم و أخرس "كان الناس يسمونه "كيكا"، وعندما سألت أمي من أين جاءت هذه التسمية. فقالت بكل قسوة "لانه أخرس وأطرش".لقد أحببت أن أسمي هذه الجريدة باسم الانسان الذي ولد يتيما وبلا لغة، في جغرافيا هلامية، تُرسم في كل فترة بشكل مختلف، لانني متأكد من أنه لا يمكن أن ينحاز في الاخير الا للقيم الانسانية". وأعتقد أن هذه السطور أبلغ ما قيل في وصف ثقافة العولمة الغربية المطروحة علينا، فهي بلا لغة، و تسبح في جغرافيا هلامية، وأما المثقف المعولم فهو كيكاوي، أصم أبكم و الأفضل أعمى، كي لا يعارض إعادة تشكيل الجغرافيا "الهلامية" من قبل القوى الغربية في كل فترة بشكل مختلف! والكيكاويون ينحازون إلى قيم إنسانية عامة هلامية هي الأخرى، ليس من بينها بالتأكيد مقاومة العدوان و العمل على رفع الظلم. وهنا يمكننا ملاحظة أن الصفات الكيكاوية (لا أسمع، لا أرى، لا أتكلم عن الاحتلال والنهب الامبريالي) سمة مميزة للقائمين و/ أو المنخرطين في المؤسسات الثقافية الغربية العولمة، فالشاعر شوقي عبد الأمير القائم على مشروع كتاب في جريدة (وهو مشروع آخر معولم تحت رعاية اليونسكو) تبين من خلال السيرة الذاتية التي نشرتها عنه جريدة الأخبار أنه موظف رسمي في حكومة بول بريمر الاحتلالية في بغداد إذ كان ممثلاً لهذه الحكومة في اليونسكو منذ عام 2003، وهو أمر ظل حريصاً على إخفائه، فلم يُعرّف نفسه أبداً بصفته الرسمية هذه حتى فضحت جريدة الأخبار اللبنانية الأمر، من حيث لا تدري، وهي تحسب ذلك مدحاً (الأخبار الثلاثاء 1 – ايلول 2009 )، فقد كتب هذا المثقف الكيكاوي (لا يسمع لا يرى لا يتكلم أي شيء عن الاحتلال) كتاباً عن بغداد المحتلة التي زارها وتجول في شوارعها دون أن يذكر كلمة عن الاحتلال الأمريكي (احتراماً لقانون كيكا)، فكأنما يتجول في مدينة افتراضية أخرى غير بغداد التي تخب دوريات ودبابات ومصفحات المحتل الأمريكي في شوارعها، وتحجب مروحياته التي لا تفارق سماءها عين الشمس! كما أن الهيئة المشرفة على مشروع "كتاب في جريدة" تضم شخصاً آخر هو مهدي الحافظ الذي عمل وزيراً في إحدى وزارات بول بريمر الاحتلالية. هذه هي الصفات المطلوبة في المشاريع الثقافية المعولمة، فتخيل يا رعاك الله أية ثقافة كيكاوية سينشرونها! وبشكل مماثل فأنت لن تجد على موقع كيكا الذي يديره صمويل شمعون أي نص يشير للإحتلال لا من قريب أو بعيد، فأغلب النصوص تتمحور حول الذات الضيقة، وخاصة حول هواجسها الجسدية – الجنسية تحديداً – وتسبح في جغرافيا هلامية. وللمفارقة فإن النص الصريح الوحيد الذي يسمع ويرى و يتكلم عن الامبريالية هو للكاتبة الهندية أرونداتي روي. وقد اضطر صاحب الموقع لوضعه لأنه قيل في مناسبة معولمة، لكنه سرعان ما ضاع في زحام الموقع! قام هذا المثقف وزوجته البريطانية باختيار لجنة التحكيم التي ستنتقي تسعة وثلاثين عملاً، فضمت اللجنة الأولى كل من الروائي الياس خوري، والروائية هدى بركات، وماهر جرار، وعبده وازن. لكن هذه اللجنة و بعد أول اجتماع تم في أبو ظبي في شهر آذار 2008 استقالت بصمت و لم يبق منها سوى عبده وازن (الذي لم يستقل و لن يستقيل أبداً). فتشكلت لجنة جديدة برئاسة الروائي علاء الأسواني وضمت علوية صبح وسيف الرحبي، وأيضاً العنصر الثابت الذي لا يتزحزح عبده وازن، لكن هذه المرة استقال الروائي علاء الأسواني بضجيج خارقاً قانون الصمت، فكتب مقالاً يوضح أسباب استقالته فاضحاً ما يجري في كواليس هذه الجائزة ومثيلاتها حيث الأسماء الفائزة معدة سلفاً من قبل صموئيل شمعون وزوجته. يقول الروائي الأسواني في مقال نشره في جريدة الشروق المصرية عن أسباب استقالته: "وبعد أيام بعث لى صمويل شمعون بقائمة تضم أسماء حوالى 90 أديبا من مختلف البلدان العربية مع معلومات عنهم وكتب يقول إن هذه قائمة أولية بالمرشحين للمسابقة ستتبعها قوائم أخرى.. ولما استفسرت عن طريقة تقدم هؤلاء الأدباء للمسابقة. قالت لى السيدة كريستينا إن مجلة بانيبال التي يديرها صمويل وزوجته، هي التي ترشح أسماء الأدباء للمسابقة. والحق إننى اندهشت من هذه الطريقة وكتبت إلى كريستينا أسألها إن كانت بيروت 39 مسابقة مفتوحة للجميع أم أنها مقتصرة على اختيارات مجلة بانيبال..؟.. أجابتني بأنها مسابقة مفتوحة لكنهم عادة يأخذون بترشيحات المجلة والنقاد وأكدت لي أنني باعتباري رئيسا للتحكيم أستطيع أن أضيف أي عدد من أسماء الأدباء الشبان الذين أرى ترشيحهم للمسابقة. تحفظت بالطبع على هذه الطريقة وكتبت لها خطابا طويلا: قلت إن المسابقة المفتوحة تعنى بالنسبة إلي أن يستطيع أي كاتب التقدم إليها بنفسه.. ثم كيف نقصر حق الترشيح على النقاد..؟.. من هو الناقد أصلا..؟.. هل هو الصحفي في المجلات الثقافية أم هو أستاذ الأدب في الجامعة أم صاحب الكتب النقدية..؟.. وكيف نأمن تحيز النقاد لأسباب فكرية أو سياسية أو شخصية..؟.. وما ذنب الأديب الشاب الموهوب الذي لا يعرفه النقاد..؟...................". وبعد نقاش طويل مع كريستينا زوجة شمعون وافقت على نشر إعلان عن المسابقة في أول حزيران شريطة أن تتلقى مجلة بانيبال (هي وزوجها) النصوص، ثم تقوم بغربلتها و تقديمها إلى لجنة التحكيم. لكن الأسواني على حد قوله رفض هذا الاقتراح، وعلى أية حال حتى 20 حزيران لم تقم كريستينا بنشر إعلان عن هذه المسابقة، فتقدم السيد الأسواني باستقالته. يقول الأسواني: "بعد الاتفاق مع كريستينا.. عدت إلى مصر ثم سافرت من جديد إلى إيطاليا وفرنسا وعدت بعد أسبوعين وحتى يوم 20 يونيو لم تكن السيدة كريستينا قد نفذت حرفا واحدا مما اتفقنا عليه في لندن. وعندما كتبت أستوضح الأمر لم تعطني إجابة واضحة.. وهنا.. أرسلت إليها استقالة مسببة. أعلن فيها انسحابي من رئاسة تحكيم المسابقة لأنها لم تنفذ ما اتفقنا عليه وبالتالي فإني أعتبر المسابقة بهذا الشكل ليست مفتوحة ولا عادلة.. حاولت السيدة كريستينا إثنائي عن الاستقالة وقالت إنها ستنشر إعلانا أو اثنين في مصر.. لكنني أصررت على موقفي. وهنا ظهر لأول مرة السيد بيتر فلورنس وهو الذي أسس مهرجان هاى الأدبى منذ 21 عاما. وقد حاول أيضا إثنائى عن الاستقالة وسألني عما أطلبه بالضبط.. فكررت عليه من جديد ما اتفقت عليه مع كريستينا.. الإعلان عن المسابقة بطريقة فعالة واسعة حتى نفتح أبوابها أمام الأدباء الشبان جميعا.. ولكنني فوجئت به ينضم إلى كريستينا ويعتبر أن المسابقة كما هي الآن أفضل ما يمكن عمله". وبالطبع لم تهتز شعرة في مفرق منظمي المسابقة، ولا في مفرق رعاتها، فتشكلت لجنة جديدة تطوع لرئاستها شخصية مهمة من "بتوع التنوير" الذي غطى فضيحة أخرى بعد إعلان لائحة الفائزين الشباب إذ ضمت اللائحة صحفية صاحبة حظوة كبيرة في المشاريع الثقافية المعولمة رغم أن الجميع يعرف أنها من مواليد 1965 وبالتالي فعمرها 44 سنة، برر "بتاع التنوير" ذلك بقوله إنه تفاجأ أن عمرها فقط 39 سنة في حين أنه كان يظنها بالأربعينات! بعد اللغط الذي جرى خرج الياس خوري عن صمته متأخراً (كعادته) فكتب حرفياً: «ثلاثة من أعضاء اللجنة قرروا الانسحاب منها وهم هدى بركات وماهر جرار وأنا. وقد اتخذنا قرار الانسحاب بعد اجتماع لجنة التحكيم، على هامش معرض الكتاب في أبوظبي، في آذار 2008. كان قرارنا نابعا من شعورنا بأن المشرفين على المشروع، تعاملوا بخفة وعدم شعور بالمسؤولية، نتج منهما ما يمكن تسميته بالعشوائية.. كأن المطلوب أن نكون ديكوراً، على أن تتم الخيارات، بحسب قائمة غير مكتملة أعدّتها مجلة «بانيبال»، التي وعدت باستكمالها لاحقا». هذا نموذج لما يجري ليس في هذه المسابقة بل في كل المسابقات الأدبية المعروفة في كل أنحاء الأرض و إن بنسب متفاوتة، وبأشكال مختلفة، فإذا كان من المستحيل على شاعر أو كاتب يمجد النظام الرأسمالي أن يحصل على جائزة لينين في عهد الدولة السوفياتية، فإنه من المستحيل، أيضاً، أن يفوز كاتب له مواقف سياسية وإبداعية واضحة من قضايا أمته، وعلى رأسها احتلال فلسطين والعراق، بجائزة من هذه الجوائز. وكما كان في زمن الدولة السوفيتية نظرية أدبية للواقعية الاشتراكية تُعلي من شأن الأعمال المكتوبة بطريقة ما وبمواصفات معروفة، فهناك اليوم نظرية أدبية امبريالية تحدد مواصفات الأعمال الأدبية المرشحة للترجمة للغات الأخرى، وللفوز بالمسابقات، وكي يصبح كتابها نجوماً. ومن أهم مواصفات هذه الأعمال أن تركز على الجنس والجسد بشكل ضيق، و أن تُكبر المشاكل الصغيرة، وتغض الطرف عن المشاكل الكبيرة مثل الاحتلال و النهب الامبريالي و انعكاساته على حياة الإنسان في هذا الوطن العربي الممتد من المحيط إلى الخليج، وإذا تم التطرقإلى مشاكل الإنسان فيجب أن تكون مقطوعة عن الاحتلال، تماماً كما يتناول رواد الحداثة المعاصرين الشاعر الفرنسي رامبو معزولاً عن كومونة باريس. فإذا تحدثوا عن قمع المرأة تحدثوا عن تقييدها في لباسها،و في حريتها الجنسية، وغضوا البصر عن قصفها بطائرات F16 وصواريخ كروز، وعن سجنها من قبل الاحتلال وعملائه، وعن عشرات أحكام الإعدام التي تصدرها محاكم أقامها الإحتلال ضد نسوة مقاومات في العراق، ولم يذكروا شيئاً عن الأسيرات الفلسطينيات اللاتي يقبعن في سجون الاحتلال الصهيوني. وإن تحدثوا عن حقوق الطفل ركزوا على بنية المجتمع البطرياركية القامعة وتجاهلوا أن المحتل هو من ينتهك أكبر حق للطفل وهو الحق في الحياة عبر قصف أهله وبيئته باليورانيوم المنضب. الشخصية الأدبية المعولمة يجب أن تكون معروفة بمواقفها المعادية للمقاومة بأية حجة كانت، فهو يكره الظلاميين، أو يحب الحياة و يكره ثقافة الموت، أو عليه أن يبرز غانديته المزعومة ليندد بالعنف المقاوم لا بعنف المُستعمر. إن وظيفة هذه الجوائز والمسابقات والمنابر المعولمة أن تقول للأدباء الشباب، نخبة المستقبل، اكتبوا ما تريدون لكن ابتعدوا عن قضايا الاحتلال والنهب الامبريالي وكونوا في أي موقع تريدون لكن لا تكونوا مع المقاومة إذا أردتم النجاح. تقول الدكتورة ناديا خوست: "البديل عن الصراع الاجتماعي والوطني، الذي أُعلن في تسعينيات القرن الماضي، في خضم الانقلاب العالمي، هو الحريات الشخصية، حرية العلاقات الجنسية، حرية المرأة كحق فردي مقطوع عن الحقوق الاقتصادية وعن البنية الاجتماعية والإنسانية، البيئة دون علاقتها بالأنظمة الاقتصادية التي تبددها ". وبالتالي فوظيفة هؤلاء المتعهدون من الباطن للمسابقات و المشاريع الثقافية المعولمة إيجاد ركائز في المجتمعات العربية لقوى العولمة الغربية النهّابة المجرمة،عبر تقديمها النموذج الكيكاوي، و عبر تصنيع ذائقة جمالية كيكاوية. فالمطلوب من المبدع أن يكون "كيكا" لا يسمع ولا يتكلم والأفضل أن لا يبصر. لينتج ثقافة معولمة بلا لغة، لا تسمع، ولا تتكلم دعونا نسميها ثقافة كيكا.