تلك هي الخلاصة التي يمكن الخروج منها بعد متابعة المقابلة المتلفزة للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عبر القناة الثانية الفرنسية وبحضور ثلاث صحافيين ضمنهم سيدة ليلة الثلاثاء 16 نونبر، وقد بدا هادئا وهو يرد على أسئلة الصحافيين، بل وأحيانا تحول إلى الهجوم عبر طرح أسئلة عليهم ليؤكدوا "حقائق" هم على علم بها، ظهر ليدافع عن سي...استه بعد قضائه ثلاث سنوات ونصف على رأس السلطة التنفيذية في فرنسا، وبعد تعيينه حكومة جديدة على رأسها François Fillon ، وهو ما رأى فيه البعض عودة إلى "الشيراكية" (نسبة إلى جاك شيراك).. تحدث عن علاقة فرنسا بالإسلام، وقال عن ذلك إن فرنسا تريد "إسلاما فرنسيا وليس إسلاما في فرنسا"، ولهذا تم منع الحجاب دفاعا عن "حرية"المرأة كما قال. وأثيرت بقوة قضايا داخلية تهم فرنسا كالرفع من سنوات الخدمة إلى 65 سنة من أجل التقاعد، وذكر بأن ذلك سيسمح لفرنسا باستخلاص 42 مليار أورو سنويا، للمساعدة على أداء مستحقات المتقاعدين الذين يصل عددهم إلى 15 ألف، ويتزايدون كل سنة بسبعة ألاف،واعتبر أن الاحتجاجات التي عرفتها فرنسا حول ذلك مجرد مزايدات ولا يؤمن بها حتى من يعارضها، مشيرا في ذلك إلى المعرضة التي يتزعمها الحزب الاشتراكي. ووعد بتخفيض الضريبة على الثروات للحفاظ على تنافسية الاقتصاد تجاه الجيران وفي محيط معولم تتقوى فيه الصين والهند يوما بعد آخر... وعن الغجر والتنصت على الصحفيين وطائرة الرئيس الخاصة...(للموضوع بقية) المثير في كل هذا هو المناقشة المطولة التي أعقبت مداخلة الرئيس، حيث شارك كل رموز السياسة في ذلك من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، كما حضر وزراء حاليون وسابقون وصحافيون ليدلوا برأيهم، وتم في الأخير الاتصال بهيئات تحرير بعض الصحف لاستطلاع ما تعده ليوم الغد حول نفس الموضوع، وكما أكد أحد الصحفيين في الأخير فمن كل هذا ربحت الديمقراطية في فرنسا.نحن نقول هذا ونرى كيف يتم تدبير الشأن العام في دول متخلفة، حيث الارتجالية وغياب الوضوح والنقاشات العمومية، وتركيز الاصطفافات المرضية مع السلطة وتوجهاتها كيفما كانت (التطبيل...) (للموضوع بقية، فقد سجلنا أغلب تفاصيل الحدث