عزت شركات إسبانية وبرتغالية تستثمر في مجالي الاتصالات والخدمات بالمغرب انسحابها من هذا البلد إلى أوضاع صعبة فرضتها الأزمة المالية والاقتصادية العالمية. وبعد تخلي تيليفونيكا الإسبانية عن حصتها في ميديتل - ثانية شركات الاتصالات الكبرى بالمغرب- جاء دور شركة سابا لمواقف السيارات لتخطو خطوة مماثلة. ملكية مغربية وقد فتح خروج تيليفونيكا رفقة برتغال تيليكوم شهية المغاربة لشراء حصصهما التي تبلغ 64.36%. فقد حصل اتفاق مع مجموعة من الشركات المغربية على شراء تلك الحصص مقابل حوالي 800 مليون يورو (1.18 مليار دولار) وفقا لأحد المساهمين في الشركة وهو عثمان بن جلون. وقالت برتغال تليكوم في بيانها إن المشترين هم شركة التأمين المغربية "وطنية" ومجموعة فاينانس دوت كوم وفايبر القابضة وهي وحدة لصندوق الإيداع والتدبير وهي الذراع الاستثمارية للحكومة المغربية. وتعود ملكية شركتي "وطنية" وفاينانس دوت كوم لعثمان بن جلون الذي يسيطر بالفعل على 5% من أسهم ميديتل. وأكدت تيليفونيكا فيما بعد الاتفاق المشترك لبيع نفس كمية الأسهم التي تعتزم برتغال تليكوم بيعها. وقالت إنه من المتوقع الانتهاء من الصفقة -التي ستمنح الشركات المغربية السيطرة على ميديتل بنهاية هذا العام- بمجرد الحصول على موافقة الجهات التنظيمية. وأبلغ زينال بافا المدير التنفيذي لبرتغال تليكوم رويترز أن شركته ستحقق مكاسب قدرها 270 مليون يورو (387.7 مليون دولار) بعد خصم الضرائب. وقال إن العائدات ستعزز ميزانية الشركة ومرونتها المالية, وإن الشركة ستبقى ملتزمة بالتوسع على مستوى العالم. أما "سابا" التي تشرف منذ 1997 على مجال وقوف السيارات المعوض عنه بالعاصمة الرباط، فتستحوذ على 51% من نسبة شركة الرباط باركينغ، بينما تعود ملكية 39% منها لمجلس مدينة الرباط. وتمتلك شركة "قنطرة" المغربية ال10% المتبقية. وكانت الرباط باركينغ تعتبر رائدة في مجال تسيير وتدبير مواقف السيارات الخاصة بالمغرب بربح مالي يصل إلى 12 مليون درهم سنويا (1.55 مليون دولار)، قبل أن تلتحق بها شركات أخرى بالرباط والدار البيضاء. و"سابا" فرع من المجموعة الإسبانية العملاقة أبيرتيس المختصة بمواقف السيارات ومستودعاتها إذ تسير حوالي 180 موقعا بعدة دول يسع ألف سيارة. كما تمكنت من الحصول على تسيير موقف جديد بقلب العاصمة الفرنسية على مقربة من قصر الإيليزيه. وتشغل سابا 11 ألف عامل في 17 دولة. نجيب بوليف اعتبر أن المغرب خسر بانسحاب الشركات الأجنبية خسارة للمغرب ويرى نجيب بوليف - أستاذ علوم الاقتصاد بجامعة طنجة- أن المغرب هو الخاسر في هذه العملية وليس الشركات المغادرة. وأضاف في حديث للجزيرة نت أن الشركات الإسبانية والبرتغالية باعت حصصها بالعملة الصعبة وبثمن مربح، بينما صار مجال الاتصالات ومواقف السيارات مغربيا خالصا. وأوضح بوليف أن الحل الوحيد أمام المالكين المغاربة الجدد هو إدخال الشركات إلى البورصة. لكن ذلك لن يتم إلا بعد سنة حتى تتضح الرؤية. وقال إن الإسبانيين والبرتغاليين لم يكونوا يعتبرون المغرب مجالا للربح الوفير، إذ تبين لهم أن السنتين المقبلتين بالمغرب ستكونان صعبتين فاختاروا التخلي عنه والتركيز على مناطق الربح المؤكد.