في حالة فريدة من نوعها، لم تكتف جماعة مولاي عبد الله أمغار، بقلع الأشجار التي كانت تتواجد بالممتلكات الجماعية قرب إقامة "لاسييندا" بمنتجع سيدي بوزيد، بل تعدى الأمر إلى قيام رئيس الجماعة بإعطاء أوامره للشركة "صاحبة الامتياز بقلع الأشجار"، بدخول بعض الفيلات دون إذن أصحابها والإجهاز على شجر "الكالبتوس" من داخل أسوارها. هذا وتجدر الإشارة، الى أن جماعة مولاي عبد الله، ولغاية لا يعلمها إلى العلي القدير، تمكنت قبل اسابيع قليلة، من الحصول على ترخيص من لدن المندوبية المكلفة بالمياه الغابات، من اجل الموافقة على قلع أشجار سيدي بوزيد، وذلك لما أصبحت تشكله هذه الأشجار من "أخطار على سلامة المواطنين" وذلك بناء على شكايات، قالت السلطات أنها توصلت بها في مناسبات عديدة. وقد اشترطت مندوبية المياه الغابات، في ترخيصها أن يكون اقتلاع الأشجار في حدود 3 امتار وما فوق.
حتى وان افترضنا ان هذا المشروع سيكون مربحا بالنسبة للطرفين سواء الجماعة أو الشركة "المحظوظة " صاحبة الامتياز، لكن ما لم يستسغه الرأي العام المحلي هو ما السبب الذي يجعل جماعة "غنية" بمثل جماعة مولاي بد الله، أن تقدم على إقبار وتدمير أشجار سيدي بوزيد في هذه الظرفية بالذات ؟ وهل شكايات المواطنين ضد "خطورة الأشجار" كانت كافية لاستصدار هذا القرار ؟ خاصة وان هذا القرار يأتي على أيام فقط من تنظيم "اسبوع البيئة" الذي تحتفل به جمعية دكالة وعمالة اقليمالجديدة كل سنة، دون أن تدري الجماعة، أن قرارها أساء كثيرا الى البيئة، كما أساء الى الجمالية التي كانت تميز هذه المنطقة منذ سنوات طويلة.
هذا واحتج عدد المواطنين الذين يقطنون بالمنازل المتواجدة بالمنطقة التي استهدفتهما عملية قلع الأشجار، على قيام الشركة، وبأمر من رئيس الجماعة، بالدخول الى حدائق بعض الفيلات من اجل مباشرة عملية القلع، دون أن تأخذ الإذن من أصحابها.
وقالت مواطنة تقطن قرب احدى الفيلات التي انتهكت حرمتها من طرف الشركة ( حسب الفيديو المرفق ضمن هذا المقال)، وهي بالمناسبة فنانة تشكيلية تقيم بسيدي بوزيد منذ سنوات طويلة. (قالت) أن العمال قاموا بالدخول الى الفيلا، كما تظهر الصور والفيديو، رغم ان صاحب الفيلا لم يكن متواجدا، بل ولم يتم اخباره بالأمر. وقد تسبب اقتلاع شجرة "الكالبتوس" داخل اسوار هذه الفيلا الى تسجيل عدة اصابات بجدرانها، كما تظهر الصور والفيديو.
وفي هذا السياق علمت مصادر "الجديدة 24" أنه ومباشرة بعد توصل صاحب المنزل بالخبر، قام هذا الاخير باستدعاء مفوض قضائي من المحكمة من اجل توثيق ما قام به عمال الشركة، في افق اعداد كل الترتيبات القانونية من اجل الدفاع عن حقه وحرمة منزله الذي تعرض للاعتداء السافر، دون ان يكون حاضرا في عين المكان.
وكان رئيس الجماعة السيد المعاشي حسن يشكور، قد ربط الاتصال ببعض المنازل في محاولة لاقناعهم بضرورة قلع أشجار "الكالبتوس" التي ما زالت متواجدة بداخل بعض الفيلات المجاورة، لكن دون جدوى، مهددا إياهم، حسب تصريحات بعض المواطنين، باللجوء الى رجال الدرك والسلطة المحلية، من أجل فرض الأمر الواقع.
والى حدود كتابة هذه السطور مازالت الجرافات تواصل عملياتها "البطولية" من اجل اقتلاع كل الاشجار التي تم الاتفاق على قطعها، رغم ان بعضها لم يكن مرقما، كما نصت على ذلك بنوذ الاتفاقية المبرمة مع الجهات المختصة.