يخضع في هذه الأثناء لعملية غسل المعدة، داخل قسم الإنعاش بالمركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة، شاب في مقتبل العمر حاول وضع حد لحياته، داخل قصر العدالة بالجديدة، بتناوله جرعة زائدة من الدواء "overdose". وحسب وقائع النازلة، فإن الفرقة الترابية للدرك الملكي بمركز سيدي بوزيد، كانت أودعت، الخميس الماضي، شخصا يتحدر من دوار كائن بنفوذها الترابي، تحت تدبير الحراسة النظرية، في محبس المصلحة الدركية، على خلفية الضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض، وإحداث عاهة جسمانية مستديمة. حيث جردته الضابطة القضائية، وفق مقتضيات قانون المسطرة الجنائية، من جميع الأغراض الشخصية التي قد تشكل خطرا محدقا، والتي قد يستغلها للإلحاق الأذى بالغير، أو للاعتداء على نفسه، بما في ذلك دواء "فلوكسان 500 مغ"، الذي أفادت بخصوصه والدته أنها اقتنته له، بغية علاج جروح أصيب بها في النازلة. وبعد انقضاء إجراءات البحث، وانقضاء فترة الحراسة النظرية التي جرى تمديدها ب24 ساعة، أحالته الضابطة القضائية على النيابة العامة المختصة بقصر العدالة في الجديدة. وبمجرد مغادرته المحبس، أعادت الفرقة الترابية بسيدي بوزيد إليه، طبقا للقانون، أغراضه الخاصة، بما في ذلك الدواء الذي يستعمله، والذي لا يمكن حرمانه من استعماله وأخذه في أوقاته المحددة. وقد استغل الفرصة السانحة، عندما كان بمعية دركي داخل قصر العدالة، لحظة الوشك على عرضه على الوكيل العام للملك، بعد أن تم الاحتفاظ به خارج محبس المحكمة. وأخرج خلسة أقراصا طبية من علبة دواء، كان يحتفظ بها في كيس بلاستيكي صغير. هذا، وانتدب رجال الدرك بتعليمات نيابية، سيارة للإسعاف تم استقدامها من ثكنة الوقاية المدنية، حيث أقلت، في حدود الساعة الواحدة ظهرا، الشاب إلى قسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي الإقليمي. حيث قام الطبيب المعالج بتشخيص وضعه وحالته الصحية، قبل أن يقرر إحالته على قسم الإنعاش، لإخضاعه لعملية غسل المعدة. وتجدر الإشارة إلى أن علبة الدواء التي تحتوي أصلا على 24 قرصا طبيا، كانت فارغة عن آخرها. ما يفيد أن المشتبه به قد تناول ما يناهز 20 حبة دواء. وحسب مصدر طبي، فإن دواء "فلوكسان 500 مغ" لا يشكل أي خطر على صحة المريض، نظرا لكون "هامشه الأمني متسع". وأضاف المصدر ذاته أن تناول محتوى العلبة بأكمله 24 حبة (overdose)، لا يؤثر على حياة مستعمله، ولا يدخله البتة في حالة غيبوبة.