في بادرة إنسانية تعتبر الأولى من نوعها من حيث المضمون على صعيد الإقليم، وتستحق التنويه والإشادة، تم ليلة الجمعة 07/12/2012 تمام الساعة الحادية عشرة ليلا توزيع الأغطية والأفرشة على المتشردين الذين لا مأوى لهم بمدينة سيدي بنور بما فيهم شباب ونساء و مسنين، والبالغ عددهم حسب المسح و الإحصاء الذي تم مسبقا 20 فردا من من يلتحفون السماء في ليلة صقيعية ممطرة بالمدينة، والتي ساهم فيها بعض المتطوعين.
المبادرة أطلقتها صفحة ( رصد أخبار سيدي بنور) على الفيس بوك التي يشرف عليها الزملاء(أنور هاشم) و(عادل عواد)، وانظم لها العديد من شباب وشابات الفيس بوك من أبناء سيدي بنور داخل وخارج المدينة حيث سارعوا بدعم المبادرة بتبرعاتهم بالأغطية الجديدة و القديمة مما يظهر روح التكافل والتآخي والتضامن الاجتماعي الذي تنفرد به صفحات سيدي بنور على الفيس بوك في ظل الصمت التام لجمعيات المجتمع المدني و باقي الشرائح الأخرى، عن مثل هذه الأعمال الإنسانية التي تحمل أكثر من دلالة .
( سير أوليداتي كيفما فرحتوني في هذا الليلة الله يجيب من يفرحكم ديما ) هذه العبارة التي استرقها سمعي أثناء تغطيتي لهذه البادرة ، من فم واحدة من المستفيدات التي تقطعت بهم السبل بجنبات الشوارع، وحرصت على نقلها بالحرف إلى كل المساهمين في هذا العمل أثرت في نفسيتي كثيرا وأنا أرنو إلى ابتسامة فرحة على محيا هذه المرأة ودموع الحسرة على وجنتيها من ما آلتها إليه ظروف الحياة حيث قدفتها على هامش الأرصفة تجعلنا نقف لحضة قليلة لنفكر كثيرا في بؤسي هؤلاء حتى نشجع ونساند مثل هذه المبادرات ونقدم لها كل الدعم وبلورة أفكار إيجابية لإنجاحها و استمراريتها في مجتمعنا البنوري الذي نحن أبنائه، وتلقى على عاتقنا مسؤولية هؤلاء البؤساء. وإذ نشير إلى هذا الخبر مع صوره، فليس ذلك بهدف التشهير بهذه الفئة المعوزة و المستضعفة الذي سيلاحظه المتخصصين في إجهاض العمل الإنساني بتعليقاتهم و ملاحظاتهم السلبية التي تضرب عمق المبادرة، وإنما لتوضيح هول وحجم الكارثة الإنسانية التي تعاني منها هذه الفئة التي تعيش على الهامش، وحتى نقرب حجم المأساة إلى القراء، وكذلك حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود للمساهمين .