رغم ظروف الحجر الصحي التي فرضت التباعد بين الأفراد , فإن نشاط عدد من الفنانين و الموسيقيين لم يتوقف , خصوصا أولئك الذين حاولوا توظيف التكنولوجيا الرقمية كحل لاستمرار النشاط الفني و لو عن بعد. و من بينهم الفنانان جمال و حمودة اللذان واصلا تمريناتهما في ظل الحجر المنزلي حيث انطلق التفكير في إنتاج عمل فني جديد يوثق لزمن غير عادي أصبحنا نعيشه بعد تفشي جائحة كوفيد 19, فوجدا ضالتهما في الشاعر الكبير محمد كابي الذي منحهما حق التصرف في كلمات قصيدته ''حصاد الريح '' و التي كانت المصدر الذي اقتبس منه الثنائي جمال و حمودة أغنيتهما الجديدة و التي أعطياها إسم "جايحة''. الأغنية من ألحان الفنان جمال بودويل و ميكساج محمد الصابوني , تحكي القطعة عن الواقع المرير الذي فرضه تفشي فيروس كورونا على جميع سكان الأرض حين ألزمهم بيوتهم دون سابق إندار , و تنتقد الأغنية بعض الظواهر السلبية التي ظهرت في الفترة الحالية و منها مسألة تهافت بعض الميسورين على النيل من مساعدات مخصصة في الأصل للمحتاجين. و قد ثم تلحين الأغنية وفق النمط الغيواني الذي يشتغل في إطاره مبدعا هذه الأغنية اللذان يعتبران من أهم رموز الفن الغيواني بالجديدة. و للمعلومة, فالفنان جمال بودويل عازف الة العود الملقب بمارسيل خليفة المغرب ,له تاريخ حافل في الموسيقى الجيلية حيث كان أحد أعضاء مجموعة ''الورشان'' إحدى أبرز مجموعات الظاهرة الغيوانية و أول مجموعة ملتزمة رأت النور بالجديدة في سبعينيات القرن الماضي, بالإضافة إلى كونه عرف بغناء و تلحين الأغاني الملتزمة بالدارجة أو بالعربية الفصحى . أما الفنان محمد الصابوني فيشهد له بمساهمته القيمة في إغناء المشهد الفني بالمدينة و هو مؤسس مجموعة''كناوة سبيريت'' أول مجموعة فيزيون في الجديدة قبل عشرون سنة من الان , كما جاور لفترة طويلة مجموعة حال الغيوان كعازف على الة الهجهوج قبل أن يؤسس مجموعة "الحال" سنة 2005 و التي تحمل اسم ''الغيوان مازغان" اليوم. هذا و يعد الفنانان جمال و حمودة الجمهور الجديدي و المغربي بالمزيد من الأعمال الفنية سواء في الشكل الحالي أو في إطار مجموعة الغيوان مازغان التي تواصل المجموعة استعداداتها لطرح ألبوم جديد في القريب العاجل.