في حفل تأبيني ومراسيم جنائزية مهيبة، وارت عائلة جندي فرنسي سابق (90 سنة)، جثمانه الثرى، أول أمس الأربعاء، في المقبرة الأوربية بعاصمة دكالة.. بحضور عامل إقليمالجديدة، وممثل البابا والكنيسة الكاثوليكية، ومندوب اللأوقاف والشؤون الإسلامية، ورئيس المجلس العلمي، وممثل المصالح القنصلية العامة الفرنسية بالدارالبيضاء، والملحق العسكري لدى السفارة الفرنسية بالرابط، وشخصيات أجنبية مقيمة في المغرب. وحسب مسؤول لدى السلطة المحلية، فإن مراسيم إعادة دفن رفات العسكري الفرنسي السابق، في المقبرة الأوربية بالجديدة، جرت في أجواء روحانية تنم عن تسامح الديانات السماوية، الإسلام والمسيحية. هذا، وجاءت عملية إعادة الدفن، بعد أن اكتشف أقارب العسكري المتوفى، وصية كان تركها قيد حياته، أوصى فيها بأن يتم نقل رفاته، بعد مماته، إلى المغرب، وتحديدا إلى مدينة الجديدة، حتى تكون أرضها الطاهرة مثواه الأبدي. وفعلا هذا ما قامت به أسرة الجندي، تنفيذا لرغبته. حيث جرى مؤخرا، بترخيص من السلطات الفرنسية، نقل قارورة رماد الجندي من المقبرة التي كان دفن فيها، شهر غشت 2015، في موطنه الأصلي فرنسا. وقد جاءت بها عائلته إلى المغرب، جوا عبر مطار محمد الخامس الدولي بالدارالبيضاء. وبعد استيفاء الإجراءات والترتيبات الإدارية لدى السلطات المغربية والمصالح القنصلية الفرنسية، نقلت الأسرة رفاة الجندي المودعة في قارورة (رماد)، إلى الجديدة حيث كان مثواه الأخير في المقبرة الأوربية، في حفل تأبين ومراسيم جنائزية وإعادة دفن مهيبة. الجندي المتوفى، عمل في صفوف القوات العسكرية الفرنسية، برتبة "أدجوان شاف". وكان ارتبط بإخوته في السلاح، من الجنود المغاربة (الكوم)، الذين دافعوا باستماتة، خلال الحرب العالمية الثانية، عن فرنسا، ضد الاحتلال النازي الذي كان جاثما على أراضيها. وهذا ما جعل هذا العسكري يرتبط ارتباطا روحانيا وروحيا بالمغرب، الذي كان يتردد عليه قيد حياته، وحدا به إلى ترك وصية أعرب فيها عن عن رغبته في أن تكون أرض الجديدة مثواه الأبدي. وفي اليوم الموالي لعملية إعادة الدفن، زارت أسرة الجندي الفرنسي المتوفى الحي البرتغالي بالجديدة (الملاح)، حيث اطلعت على المآثر التاريخية التي تزخر بها هذه المعلمة، التي كانت منظمة اليونسكو صنفتها، في ال30 يونيو 2004، تراثا إنسانيا وحضاريا.