من من الجديديين وأهل دكالة لا يتذكر "سي نورالدين السنوني"، ذلك المسؤول الأمني المحنك، الذي وصفت فترة ولايته على رأس الشأن الأمني بتراب إقليميالجديدة وسيدي بنور، ب"الذهبية"، رغم قصر عهده الذي بصمه بعطاءاته وسلوكاته المدنية، وبطيبوبة قلبه، وحبه الخير لهذا الوطن .. حتى أن الجديديين ذرفوا الدموع، عند سماع خبر تنقيله، وكأنهم فقدوا عزيزا رحل عن دار البقاء. فالكل مازال يتذكر ذلك اليوم الحزين... حيث اكتض مقر أمن الجديدة، ومكتب "سي نوالدين" بالمودعين.. وكأنهم جاءوا إلى مأتم ليرفعوا جثمانه إلى مثواها الأخير. فالكل كان يبكي حرقة، كبارا وصغارا، تساءا ورجالا، عامة المواطنين، والموظفين الأمنيين بمختلف رتبهم وهيئاتهم، باستثناء رئيس الأمن العمومي (العميد المركزي)، والذي كان وقتها في إجازة .. وكأن الله علم ما علم.
وحتى معاذ الجامعي،عامل إقليمالجديدة، تحسر لفراق وفرقة "سي نورالذين"، وكانت كلماته معبرة، عندما قال، ذلك اليوم،ال26 أبريل 2014، من داخل قاعة الاجتماعات بعمالة الجديدة، في حقه، وبحضور "خويا نورالدين"، وكان ودع لحظتها والده الكولونيل إلى دار الخلود، وكذا، بحضور السلطات القضائية، وفعاليات المجتمع المدني ... أن رحيله وتنقيله يعتبر "خسارة" للجديدة. وفعلا كانت خسارة تنبأ بها المسؤول الترابي الإقليمي الأول، وانكوى بحرقتها وجمرتها الجديديون وأهل دكالة. لقد ولى عهد وجاء عهد. لكن العهد الذي ولى، العهد الذهبي لن ينسى، ولن ينمحي إلى الأبد من الذاكرة الجماعية.
لقد رحل "سي نوالدين"، ورحلت معه إلى غير رجعة المكتسبات والإنجازات الأمنية العظيمة التي تحققت في عهده الذهبي، وجاء من جاء بعده، وخلفه على كرسي المسؤولية. وهذه سنة الحياة. فكما يقول المثل عن الكرسي "لو كان يدوم لغيرك، ما كان ليؤول إليك !"، أو كما قال الشاعر "لكل شيئي إذا ما تم نقصان..فلا يغر بطيب العيش إنسان".
ترى من يكون"سي نورالدين السنوني".. بالنسبة لمن لا يعرفه ؟!
"سي نور الدين السنوني' من مواليد سنة 1664، بالقصر الكبير، متزوج وله 3 أبناء. عمل والده في صفوف القوات المسلحة الملكية، برتبة كولونيل. تابع دراسته الإعدادية والثانوية بالثانوية العسكرية الملكية الأولى بالقنيطرة. حصل على إجازة في تسيير المقاولات، في بلجيكا، وعلى دبلوم الدراسات العليا في الإدارة العمومية، من المدرسة الوطنية للإدارة العمومية، من "مونريال" بكندا، وعلى دبلوم "الماستر" في تخصص الموارد البشرية، من المدرسة الوطنية للتجارة والتدبير.
اتسمت المهام الإدارية والأمنية التي تقلدها بطبيعتها الاستعلاماتية. مساره المهني انطلق سنة 1987، تاريخ تخرجه من المعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة، برتبة عميد شرطة. اشتغل مساعدا أول لدى مصلحة الشرطة القضائية بالرباط. وتقلد بعد ذلك منصب رئيس أمن مطار الرباط-سلا، ثم رئيس الاستعلامات العامة بابن مسيك−سيدي−عثمان بالدارالبيضاء، ورئيس الاستعلامات العامة بالمصلحة الولائية بالرباط، ورئيس المصلحة الإدارية الولائية بالرباط، قبل أن تعهد إليه الإدارة العامة مهمة خاصة في كندا. وقد تقلد كذلك منصب رئيس المصلحة الولائية للاستعلامات العامة بمراكش. كما شغل منصب نائب مدير الاستعلامات العامة لدى الإدارة العامة للأمن الوطني، ثم منصب مدير بالنيابة للاستعلامات العامة بالإدارة المركزية، قبل تعيينه، مطلع شهر شتنبر 2012، مسؤولا أول على رأس الأمن الإقليمي للجديدة. وشهر أبريل 2014، عينته الإدارة المركزية للأمن الوطني واليا على رأس أمن سلا،خلفا لمصطفى الرواني.
مكنته طبيعة المهام والمناصب والمسؤوليات الرفيعة التي تقلدها، خلال مشواره المهني المتألق، من الاطلاع على ملفات حساسة، ارتبطت بقضايا الهجرة السرية، والإرهاب، والمخدرات، وتبييض الأموال، ومن العمل بتنسيق مع منظمات شرطية دولية، ضمنها ال"أنتربول"، والمكتب الفدرالي للتحقيقات الأمريكية "إف. بي. آي".
وقد ترك بصماته في جهة دكالة-عبدة، بنزاهته وجديته، وتفانيه في أداء الواجب، وبانفتاحه وتفتحه على فعاليات المجتمع المدني وعلى الصحافة، وعلى المتدخلين في الشأن الأمني، وكذا، بمكافحته جميع تجليات الجريمة، وبعدم تساهله مع الشرطيين المتهاونين، أو المقصرين في أداء الواجب المهني، أو الذين تحوم حولهم الشبهات.
المسؤول الأمني نور الدين السنوني وطني وابن وطني. والده الكولونيل محمد السنوني (1936− 2014) من مواليد القصر الكبير. انخرط سنة 1956، في عز شبابه، في صفوف القوات المسلحة الملكية، برتبة ضابط. وهو خريج فوج محمد الخامس.
مساره في الجيش امتد إلى سنة 1998. عمل منذ سنة 1970، في منطقة الجنوب. وقد تم نقله سنة 1975، تزامنا مع تنظيم المسيرة الخضراء، إلى أقاليم المملكة المسترجعة. وعمل قبل إحالته على التقاعد، خلال السنتين الأخيرتين، لدى الإدارة العامة للمصالح الاجتماعية.
ترى من يكون "سي عزيز بومهدي" الذي خلف "خويا نورالدين السنوني" على الكرسي..؟!
تخرج "سي عزيز بومهدي" سنة 1993، من المعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة. حيث تقلد منصب رئيس "المصلحة الولائية للاستعلامات العامة والتقنين" بولاية أمن الرباط. وقد تمت ترقيته في أقل من 14 سنة، وتحديدا سنة2007، إلى رتبة عميد شرطة إقليمي. ونقله، سنة 2012، إلى ولاية أمن فاس، حيث شغل منصب نائب والي الأمن، ومكلفا بالأمن العمومي. وقد تمت ترقيته، سنة 2013، إلى رتبةمراقب عام. وقد تقلد، متم شهر مارس 2014، مهمة والي أمن فاس بالنيابة.
وقد حالفه الحظ في الظفر، شهر أبريل 2014، بمنصب المسؤولية الأمنية من العيار الثقيل، ليكون من ثمة أصغر مسؤول أمني على الصعيد الوطني، وفي تاريخ الأمن الوطني (45 سنة)، يتقلد منصب رئيس للأمن الإقليميبالجديدة، مباشرة بعد أن تمت ترقيته بعد سنتين (سنة 2012)، إلى رتبة عميد إقليمي للشرطة. وكما حالفه الحظ في الترقية ، وفي تقلد مناصب المسؤولية من العيار الثقيل، وللعمل مع ابن خريج فوجه، رئيس الأمن العمومي حسن خايا (العميد المركزي)، فقد كان الحظ إلى جانب هذا المسؤول، من مواليد الدالربيضاء، في ال24 دجنبر 1970، والذي كان اشتغل لدى شركة للتأمينات، عندما اجتاز، في عهد المدير العام للأمن الوطني أحمد الميداوي (أبريل 1993 – ماي 1997)، امتحان الولوج إلى سلك الشرطة، ضمن 1000 مترشح. حيث ابتسم الحظ ل11 مترشحا، 8 منهم من "كازا"، 3 منهم من حي البرنوصي.