لن يمر تأريخ ثورة سورية الكبرى 2011م في يوم من الأيام مرور الكرام دون أن يتوقف طويلاً عند كل محطة من محطات الرجولة والعزة والإباء التي يسطرها أبناء شعبنا السوري على إمتداد الخارطة في ثورته المباركة هذه , وسيسجل التاريخ بمداد من ذهب وإفتخار بركاناً نفث لهب صبره طويلاً قبل أن ينفجر! كانت أولى محطات اليوم الحادي عشر لثورة أذار المباركة هي توسعها وتطورها في إتجاهين أحدهما جغرافي بإنتقالها لمعظم محافظات الوطن في جمعة العزة والنصرة لحوران البشرى والكرامة ونسجل على الخارطة إمتداد الثورة إلى دمشق وريفها لنراها ثانية في الجامع الأموي و الحميدية و الحجر الأسود والمرجة والمزة ومضايا وركن الدين والصالحية وكفرسوسة وداريا والميدان والزبداني ودوما و تل منين وقدسيا والمعضمية وسقبا والقابون وكفربطنا والحسيرة وحمورية والغوطة ومن ثم إلى حماة واللاذقية وجبلة والرقة والقامشلي وبانياس ومدينة حمص والرستن وتلبيسة و تلكلخ وإدلب و أريحا وجسر الشغور ومعرة النعمان وسراقب و دير الزور و حلب وتوسعت في إتجاه ثانٍ مطالبا وشعارات لنسمع للمرة الأولى الهتاف الشهير الشعب يريد إسقاط النظام و رحيله وليسقط ويحرق تمثال هبل الأب في درعا ولتمزق صور فراعنة سورية في حمص ودرعا- مشهد إنتظره الشعب السوري بحرقة وشوق على مدى أربعين عاماً ! لقد دفع شعبنا ثمناً باهضاً وسقط المئات من الشهداء وأكرر المئات وليس العشرات وخائن من خان بعد ذلك دماءهم وثورتهم! في محطة لافتة أخرى كنا قد توجهنا في يوميات ماضية من يوميات الثورة السورية بالنداء للمدعو محمد سعيد رمضان البوطي لبيان موقفه الواضح من ثورة الشعب ودعوناه ناصحين مشفقين أن يختم حياته بموقف رجولة وكلمة حق تغفر له عند خالقه وشعبه سقطاته وزلاته الكثر لكن الرجل على سعة علمه وأيات ربه أخلد إلى الأرض وإتبع هواه كما فعل من قبله هالكو مصر من علماء السوء فيها , ولعلنا نقول إن لهؤلاء مقسمين: والله الذي لا إله إلا هو إنا لنراكم رأي العين في يوم قريب أمام شعب سورية وأبناء شهداءها ومعتقليها مهطعين مقنعي رءوسكم لا يرتد إليكم طرفكم وأفئدتكم هواء قد علا الذل وجوهكم و ختم الهوان جباهكم بما أخلفتم الله ما وعدتموه ” لتبيننه للناس ولا تكتمونه ” وبما كنتم تكذبون وليكونن وقوفكم أمام الله سبحانه وتعالى أشد وأخزى ولا تحسبُن الله غافلاً عما تعملون أيهاالظالمون إنما يؤخركم ليوم تشخص فيه الأبصار! ولعلني من باب المقارنة لن أضع هؤلاء أمام مواقف العلماء الصادقين أحفاد الأئمة الطاهرين من علماء سورية وغيرها ولكنني سأضعهم أمام مقارنة تخزيهم وتعريهم أمام حذاء بطل سوري لم تزين جدران منزله شهادات الجامعات ولم يمتد به العمر لينهل من معين التجارب والحكم والمؤلفات لكنه في وطنيته وإنسانيته ورجولته يلعن هؤلاء وأمثالهم أشباه الرجال : إنه البطل السوري المجند خالد المصري الذي أثر في فجر الإربعاء الثالث والعشرين من أذار أن يمضي إلى ربه شهيداً طاهراً برصاصات قادته من الجيش على أن يطلق النار على المعتصمين في المسجد العمري بدرعا فيلطخ يديه بدماء أبناء شعبه ,فعليه وعلى أمثاله من الأحرار من الله والشعب سلام , سلام عليه بطلاً شهيداً حياً وميتاً وسلام على والديه وأهله وعائلته أحراراً أطهاراً! على نفس الصعيد كنا توجهنا أيضاً بالنداء إلى المسؤولين السوريين داخل سوريا وخارجها أن يتخذوا الموقف الذي تقتضيه الوطنية والرجولة بإعلان إستقالاتهم وبراءتهم من النظام القاتل وإنضمامهم لثورة الشعب وكانت أولى هذه الإستجابات إعلان سفير الجمهورية العربية السورية في نيودلهي, الهند, الدكتور رياض كامل عباس تقديم استقالته بالأمس فيما وردتنا أنباء غير مؤكدة بعد عن إستقالة ممائلة لسفير سورية في المملكة العربية السعودية, وأود هنا الإشارة إلى الأنباء المتواترة عن مقتل إبن محافظة درعا السيد فاروق الشرع نائب رئيس الجمهورية بعد تقديم إستقالته من منصبه إحتجاجاً على مذابح درعا ومجازرها, إن هذه الأنباء التي تواترت ولم تتأكد بعد ترسل رسالة واضحة إلى المسؤولين السوريين سياسيين وعسكريين وأمنيين أن سكين نظام الإجرام ليس بعيداً عن رقابهم وندعوهم جميعاً إلى التبصر والإتعاظ والإعتبار من مصائر أسلافهم وأقرانهم في مصر وتونس ونقول: لقد أمر هالكا تونس ومصر زين العابدين و حسني مبارك وزراءهم وقادتهم وقواتهم بقتل المتظاهرين فنفذوا الأوامر يبتغون رضا الرؤساء في سخط الشعب ,, وما لبث من أصدر أوامره إليهم بالقتل قبل حين أن قدمهم للشعب كبش فداءٍ لبقاءه وسلامته فجعل الجريمة في رقابهم والمذابح في أعناقهم وإعتقلهم وحاكمهم بتهمة قتل المتظاهرين وزجهم في ذات الزنازين التي إعتقلوا هم فيها بأنفسهم المتظاهرين وحاكمهم أمام المحاكم التي كانوا يشرفون على تسييرها وإدارتها خدمة له وإطالة في عمر نظامه وتثبيت حكمه ! إن لكم يا مسؤولي سورية اليوم في مصير وزير داخلية مصر السفاح الحبيب العادلي وقادة أمن الدولة في مصر وتونس عظة وعبرة فهل من معتبر؟؟ في محطة متميزة أخرى من محطات جمعة العزة لا يسعني إلا أن أشيد بالمستوى الإعلامي الرائع الذي يمارسه شباب ثورة سورية لتوثيق أحداث الثورة وجرائم النظام ضدها ومن أرض الثورة وميادينها وبكثافة وجودة ومعاصرة أكثر من المتوقع بكثير وهو ما يكذب إفك النظام وإدعاءته أن هؤلاء الثوار ” إفتراضيون ” من خارج سورية,,, وأود هاهنا التوجه بالأمنية والرجاء والنداء إلى شباب الثورة ومؤيديها وهم بالالأف وخصوصاً لمن هم خارج سورية الحبية أن لا يكتفوا بالكتابة في نوافد الشبكة الإفتراضية ومواقع التواصل الإجتماعي وأن لا يفوتوا على أنفسهم فرصة المشاركة في صنع الثورة وإنجازها وإنجاحها وأن يضيفوا لعملهم الرائع مهمة واحدة على الأقل وإن صغرت كأن يساهموا في التواصل مع القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية أو ترجمة الأحداث للغات الحية أو مراسلة الصحف والناشطين الحقوقيين في بلدان إقامتهم – إنها الثورة التي يتشرف كل فرد منا أن يؤدي بعضاً من واجبه فيها ولو بقليل جهد أو محاولة وكل ما يفعله ثائر إعلامي أو سياسي أو حقوقي – وإن عظم – يقصر مليون مرة عما يقدمه أبناء شعبنا العظيم في ساحات البطولة والصمود ,,, كيف لا وهم يجودون بمهج الأرواح وفلذات الأكباد من أجل حرية سورية وكرامتها وعزتها وأنى للكلمات – وإن إستطالت – أن تطال بقامتها قامة الروح والدم! إننا نتوقع في الساعات والأيام القادمة أن يلجأ النظام إلى الخطوات التالية: - الإستمرار في قتل المتظاهرين وقمعهم مع محاولته إخفاء أثار جرائمه. - اللجوء إلى إعتقالات يمكن تسميتها ب ” إعتقالات الحلقة المفرغة” والتي تعني أن يفرج من جهة عن عشرات المعتقلين الناشطين السياسيين والحقوقيين السابقين لتهدئة الناس في حين يعمل من جهة أ×رى على مزيد من الإعتقالات الواسعة في صفوف شباب الثورة وشاباتها ونشطاء الإ‘لام والتدوين والسياسة لوأد الثورة وهيهات له ذلك! - تقديم” حزم” و” سلات” من التنازلات والرشاوى كإعلانه عن إقالة عدد من المسؤولين بتهم الفساد والتقصير والتورط في مخالفة أوامر الرئيس بعدم إطلاق النار على المتظاهرين! - شن حملة إعلامية كبيرة واسعة مفبركة لتشويه صورة الثائرين ولا نستبعد أن يبث التلفاز السوري خلال الساعات المقبلة ما سيسميه” إعترافات عصابات القتل والإجرام” وهم فتية سيتم إجبارهم تحت التهديد والتعذيب على تقديم ” إعترافات” بتلقي ” أوامر وأموال وتعليمات وأسلحة” من جهات داخلية وخارجية بهدف” تهديد وزعزعة” الإستقرار في سوريا, ولربما سيعترف هؤلاء أنهم قاموا” بإطلاق النار على المتظاهرين” لتوريط الحكومة السورية وإظهار أنها هي من تقوم بذلك” تنفيذاً لأجندة ” إسرائيلية وإسلامية متطرفية وأطراف لبنانية ” – فيما سنستمع بالتأكيد في الايام لمجموعات ” مندسة” تطلق شعارات ” الإمارة الإسلامية” وإنتسابها ” لتنظيمات محددة” إنني هنا أضع هذه العبارات بين قوسين لأنني أفهم تماماً ما سيفعله النظام لإنقاذ رقبته من حبل مشنقة المحاكم الجنائية الدولية وحقوق الإنسان وهو ما فعله أسلافه في تونس ومصر واليمن وليبيا وسنراه قريباً في سوريا فلا تغتروا ولا تخدعوا! - بث الشائعات حول مصير سورية بعد رحيل النظام و التخويف من الفوضى والإقتتال الداخلي وهي ذات الأقوال التي قالها من قبل زين العابدين وحسني مبارك والذافي وعلي عبد الله صالح! - إخراج مظاهرات ضخمة من أزلامه وعناصر مخابراته وطلاب المدارس والنقابات لتهتف له مباركة مؤيدة! - توتير الجبهة مع إسرائيل وهذا رأيناه بالأمس مع بيان الخارجية السورية شديد اللهجة ضد الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة البطل! علينا أمام كل ما سبق أن: - نجدد ثقتنا بوعد الله ونصره وعونه وقدرة شعبنا وتماسكه وصموده وتوحد أطيافه وأعراقه وأديانه وطوائفه , نعم جددوا إيمانكم بالله ! جددوا إيمكانكم ويقينكم أن الحياة والموت والرزق بيد الله وحده وأنه لن يموت إنسان قبل أن يستوفي أجله ورزقه فعلام تخافون ! لقد بدأت الثورة ولن تتوقف حتى إزاحة هذا النظام , والشعب الذي يصنع نصف ثورة إنما يحفر قبره بيده! - توحيد الشعار والهدف والمطالب , فلم يعد مقبولاً بعد أد عشر يوماً من شلال الدم الهادر في كل سورية أن نهتف مطالبين بإقالة محافظ أو وزير, لم تُرق دماء المئات من شباب سورية ونساءها ولم يزج بالالأف منهم في المعتقلات وغياهب التعذيب والبطش لنقيل محافظاً أو نعزل وزيراً,,, لم يذبح شبابنا في درعا واللاذقية ودمشق وريفها وحمص ذبح الشياه بالسكاكين والرصاص الحي من أجل حزمة إصلاحات كان ممكناً أن نقبل بها قبل ذلك! إسألوا كل أمهات الشهداء إن كن يقبلن ب 1500 ليرة سورية ثمناً لدماء أبناءهم – إسألوا أطفال الشهداء ودموعهم وأراملهم وثكلاهم إن كانوا يقبلون بمال ثمناً ليتمهم وحزنهم وحرقة قلوبهم وعذاباتهم ! لم يعد بعد هذه المجازر للإصلاح مكان ! مطالبنا من اليوم وصاعداً ثمن دماء أبناءنا وهو شعار هذه الثورة وهدفها ولن نرضى ثمناً بعد اليوم أقل من ” إسقاط النظام” ! - تكثيف المسيرات والمظاهرات في جميع المحافظات والمدن والبلدات والقرى وأدعوهم هاهنا في دمشق تحديداً إلى التوجه إلى جسر الرئيس المؤدي لشارع السفارات والتظاهر السلمي هناك لمنع أي إستخدام للعنف ضدهم مع ضرورة تصميم اللافتات باللغتين العربية والإنكليزية حول مطالب الشعب الشرعية وحقوقه كما أدعو الأحبة من شعبي السوري في المناطق التي لم تخرج حتى الأن عن صمتها أن تنضم للثورة بعد أن كسر حاجز الخوف وأقول لهم: إن الذين يرجفون الأن هلعاً ورعباً هم عناصر الأمن والمخابرات وأزلام النظام وقادته لا أنتم فإنضموا إلى أبناءكم وإخوانكم فليس بعد اليوم للخوف والصمت في سوريا مكان. - أدعو كل السوريين والعرب والمسلمين وأحرار العالم أن يقفوا مع شعب سورية في ثورته ضد الظلم والطغيان والإستبدادمثلما كان شعب سورية دائماً معهم في قضاياهم وثوراتهم – أدعو جميع أحرار العالم العربي والإسلامي والعالم إلى التظاهر والإعتصام أمام سفارات النظام ومكاتب الأممالمتحدة في العالم لإيقاف سفك دماء الشعب السوري على أيدي جلادي سورية وشعبها! - الإبلاغ عن أسماء الشهداء والجرحة والمعتقلين و- صورهم – إن أمكن لصفحات الثورة ولجانها وهنا أجدد النداء للجميع بالإتصال بلجنة شهداء ثورة الخامس عشر من اذار على بريدي الإلكتروني المثبت أسفل هذا البيان وموافاتنا بأسماء الشهداء ومعلوماتهم توثيقاً للجريمة كما أدعو الأحبة – في الخارج تحديداً – إلى جمع وتسجيل كل التسجيلات المرئية والمصورة عن المجازر والجرائم على أقراص نظراً لقيام موقع اليوتيوب في بعض الأحيان بحذفها ومن المهم الإحتفاظ بكل هذه المرئيات كأدلة يقينية تدين النظام وتقود إلى محاكمته! - ما زلت أناشد كل السياسيين والسفراء والإعلاميين والعسكريين والصحفيين والكتاب والأدباء السوريين أن يعلنوا موقفاً تاريخياً يرضون به الله والشعب وضمائرهم! لقد ولد الدمّ ثورة تلد من رحمها دولة سورية المدنية الدستورية حيث القانون ولا أحد فوق القانون ,, دولة تشرق فيها شمس الحرية والمساواة والعدالة وإنه ليوم أت – يحسبونه بعيداً ونراه قريباً! سلام على سورية وأبناءها وبناتها وثوارها وشهداءها ومدنها وقراها ,,, والله أكبر ولتحيا سورية! د.محمد شمس الياسمين في جمعة العزة – الحادي عشر من الثورة – الخامس والعشرين من أذار المجيد