لم تكن الأحداث الدامية الأخيرة التي عرفتها حاضرة العيون، والتي كان أبطالها مجموعة من المنحرفين ذوي السوابق الإجرامية، في حقيقة الأمر سوى مسرحية فاشلة تحمل العديد من البصمات لمخرج فاشل، كان يسعى لخلط الأوراق و تأزيم الوضع في المنطقة عشية انطلاق الجولة الجديدة من المفاوضات بين جبهة البوليساريو نيابة عن الجزائر، والمغرب . مسرحية كانت فاشلة بكل المقاييس لأن زمن عرضها لم يصمد أكثر من يوم واحد، رغم الخسائر المترتبة عنها في الأرواح و الممتلكات ، و لم تحقق بالتالي ذلك الزخم الذي كان يأمله فريق الإخراج، الذي وضع كل الترتيبات واللمسات من أجل حصول تنديد أممي و سياسي و حقوقي واسع ضد المغرب، من شأنه أن يغطي على الهزائم المتتالية لدعاة الانفصال و التشرذم و الفتنة في المنطقة المغاربية. مرة أخرى يتلقى النظام العبقري في الجزائر ضربة إضافية تحت الحزام، تكلفه المزيد من العزلة , وتكلف الشعب الجزائري الشقيق المزيد من الوقت الضائع، وخزينة الدولة المزيد من الاستنزاف , من أجل قضية خاسرة. كل المنابر الإعلامية الدولية نشرت خبرعودة الحياة لمجراها العادي في مدينة العيون، بعد يوم واحد من أعمال الشغب. يوم واحد في عمرانتفاضة تم الإعداد لها مند شهور، يعتبر فشلا دريعا بكل المقاييس لجهاز فاشل لم يتمكن بعد من الاستفاقة من خيبته التي عمرت طويلا، منذ راهن على حصان أعرج و عقيم. كان على جهاز الاستخبارات الجزائري أن يعي جيدا أن وحدها الانتفاضات الحقيقية للشعوب هي التي تعمر طويلا، كأحداث تيزي وزو، و باريان و باب الواد و مغنية و قبلها ربيع الجزائر. يوم واحد قد يدفع الطرف المغربي من دون شك، إلى أن يعيد حساباته الأمنية و تساهله النسبي مع العناصر التي تجندها و تحركها أيدي المخرج الغبي، الذي ألف الخسارة وراء كل مسرحياته الهزلية، مما قد يجعل نشاطاته جد صعبة داخل المناطق المستهدفة. أما إذا فكر الطرف المغربي بالتعامل مع الجزائر بنفس المنطق ، فإن برميل البارود المنصهر حاليا، و الذي لا ينتظر إلا الشرارة الأولى كي ينفجر، قد يخلق الكثير من المتاعب للجزائر. و عصابة قصر المرادية لا تقدر جيدا ما يمكن أن يترتب عن تحركاتها الغوغائية والغير مسئولة في شأن ليس فيه أي مصلحة للجزائر و شعبها. إن تعامل أعداء الجزائر من الحكام الذين سرقوا المال والسلطة من الشعب الجزائري، مع أحداث العيون ، و تورطهم البين والذي لا يختلف عليه اثنان، ستكون له تبعات خطيرة من دون شك، ليس على المغرب طبعا بقد رما ستكون على مستقبل الجزائر في القريب العاجل. وإن تماديهم في التمسك بحبل الوهم الذي لن يتحقق، لن تكسب الجزائر و شعبها من وراءه غير المزيد من الفقر و التقهقر، وقد كانت الجزائر أولى بكل دينار لن، بدل أن يصرفه حكامها في الفتنة وزرع الشقاق بين شعبين شقيقين.