نظم مركز الدراسات و الأبحاث الإنسانية “مدى” بتعاون مع المجلس البلدي لمدينة سطات صبيحة يوم الأربعاء 18 مايو 2011 ندوة فكرية وطنية حول موضوع ” العالم العمومي الافتراضي : الأدوار و الرهانات ” بالخزانة البلدية لسطات بحضور مجموعة من الأساتذة و الشباب المهتمين بالمجال إلى جانب باحتين أكاديميين و إعلاميين و التي جاءت في إطار الدور الذي أصبح يلعبه الفضاء العمومي الافتراضي في تغيير الواقع سواء على المستوى السياسي أي الثورات العربية عامة و المغربية خاصة أو على المستوى الاجتماعي أو الاقتصادي، وأحيانا أخرى في تغيير القيم والقناعات، إضافة إلى التداول الكبير للمعلومة حيت أصبح العالم قرية صغيرة بفعل الشبكة العنكبوتية . و قد افتتحت الندوة بأول مداخلة بعنوان ” تحولات الفضاء العمومي المغربي ” ألقتها الأستاذة حياة الدرعي : أستاذة باحثة في التواصل السياسي حيث أشارت في مداخلتها إلى تعريف الفضاء العمومي و تاريخه بالمغرب خاصة و أن أول ظهور له في المغرب و انتشاره كان مع بزوغ فجر حركة 20 فبراير التي أثثته و أسسته و لذلك أصبح مجموعة من الشباب يتواصلون عبر الشبكات الاجتماعية و المواقع الإخبارية بحتا عن المعلومة . كما ذكر الأستاذ عبد الفتاح أزبير و هو أستاذ باحت في المجال الإعلامي من خلال مداخلته ” تأثيرات الفضاء الافتراضي ” على أن الفضاء الافتراضي قد أسس مكانته في عالم المعرفة باعتباره يتيح للمستعمل المعلومة و نفس الوقت يحيله إلى معلومة أخرى و هذا بسبب كونه مفتوحا و ذا حرية كبيرة للتعبير عن الرأي . و أضاف أن هذا الفضاء له ضرورة كبير في بناء العلاقات الإنسانية و بالتالي أصبح واقعا لا غنى عنه و لا رجوع. كما اعتبر الأستاذ عبد الصمد المساتي كاتب عام جمعية المدونين المغاربة و عضو المكتب التنفيذي للرابطة المغربية للصحافة الالكترونية في مداخلته ” الفضاء الافتراضي و خدمة المجتمع ” أن الفضاء الافتراضي عبارة عن مجموعة من التطبيقات التي يقوم بها المستخدم على شبكة الانترنيت من نصوص و أشرطة فيديو و أخبار .... محددا أن الأدوار الرئيسية لهذا الفضاء الافتراضي تكمن في الإعلام و الإخبار و كذا التوجيه و الإرشاد مع التعليم و التنشئة الاجتماعية... مؤكدا في مداخلته على أن الفعل الإعلامي يرتكز في الفضاء الافتراضي العمومي على ما يسمى إعلام القرب و ذلك بكونه يعكس هموم المجتمع و الواقع المعاش و أنه يلامس هموم المواطنين على خلاف الإعلام الرسمي الذي يكون في تغطية للأحداث لا يلامس الواقع و هموم المواطنين. و في نفس السياق قام الأستاذ بطرح سؤال جوهري حول المواقع الاجتماعية و لماذا نجحت في الاختراق و الانتشار عبر العالم الافتراضي مجيبا في الوقت نفسه كون الفضاء الافتراضي قد خلق جمهورا واسعا و مصداقية في نقل الخبر و القدرة على الرد الفوري و التعليق و هذه من أهم إيجابيات هذا الفضاء مشيرا في نهاية المداخلة إلى السلبيات الممكنة و التي تتجاوز بتحديد الهدف من خلال دخول المستخدم إلى العالم الافتراضي و كذا ضرورة التحلي بالأخلاق و الضوابط . و بعد فتح باب التساؤلات و الإجابة عنها من طرف الأساتذة المحاضرين ثم اختتام هذه الندوة بصورة جماعية مع المحاضرين و أعضاء مركز ” مدى «.