من كشف الصحف الصهيونية لزيارة سيف الإسلام القذافي إلى تل أبيب وتنسيق بين الدولتين وإرسال فرق صهيونية للمساعدة التقنية في الحرب الدائرة بين الثوار والقذافي، إلى الكشف عن السفن التي كانت تحمل أسلحة صهيونية إلى نظام القذافي، إلى فضيحة تدفق المرتزقة الأفارقة وتسجيلهم في سفارات الصهاينة في أفريقيا وخصوصا في السنغال، إلى الكشف عن الأصول الصهيونية للقذافي، كانت كلها تواجه من قبل مرتزقة القذافي وإعلامه المفضوح بنفي هذه الأخبار، ولكنهم جميعا كانوا يقفون عاجزين عن أي قول اللهم إلا أن يحاولوا الصمت وتجاهل الحديث عنه، وذلك عندما أعترف القذافي بأن تنحيته لن تؤثر عليه فقط، وإنما الفوضى التي ستعم ليبيا ستصل إلى إسرائيل والدول الأوربية، مؤكدا بأنه صمام الأمان للاستقرار في البحر الأبيض المتوسط ، وذلك في مقابلة أجراها التلفزيون التركي “تي آر تي” يوم الأربعاء 9 آذار 2011م مع المجرم القذافي. والأمر نفسه يحدث في سوريا، فمن تصريحات الصهاينة في تقرير لهم حمل عنوان: “الأسد ملك إسرائيل” أكدوا فيه تخوفهم من رحيل هذا النظام وأنهم يصلون للرب من أجل بقائه لأنه لم يطلق عليهم أي رصاصة بعد حرب 1973م، إلى تصريحات مندوبي روسيا والصين في الأممالمتحدة من أن سوريا تمثل حجر الأساس في أمن الشرق الأوسط، إلى فضيحة نظام الأسد المجرم بدعوته الحاخام الصهيوني “يوشياعو بنتو” لزيارة دمشق وإقامة الصلاة على ضريح أجداده في مقبرتهم في العاصمة السورية، وذلك على خلفية حضور السفير السوري في الولاياتالمتحدة والمندوب السوري في الأممالمتحدةبشار الجعفري زفاف ابنة “جاك افتيال” رئيس اليهود الشرقيين في بروكلين، ووجه الاثنان دعوة من الحكومة السورية للحاخام بنتو، وكل هذه التصريحات كانت تواجه من مرتزقة الأسد وإعلامه بالنفي، وهم اليوم يقفون مفضوحين أمام تصريحات ابن خال المجرم الأسد ” رامي مخلوف” لجريدة ” نيويورك تايمز” يوم الاثنين 9 أيار 2011م بأنهم سيقاتلون إلى النهاية وأنهم مستعدون لإبادة الشعب السوري، محذراً من استحالة استقرار المنطقة وخصوصاً إسرائيل إذا عمت الفوضى سوريا. كل هذا يدفع للواقع تساؤلات محيرة، ويقف العقل عاجزاً أمام تصديقها أو تكذيبها، يحاول مرة أن يفندها، أو يبررها، ولكنه في النهاية يقرر أن يلعن هؤلاء الذين بقوا طيلة حكمهم يدّعون المقاومة والممانعة في العلن، وهم لم يقدموا أي فعل على أرض الواقع سوى الكلام، وأن تصريحاتهم كانت واضحة ولا لبس فيها، كاشفة عن عمالتهم وحمايتهم لأمن الصهاينة في الخفاء، فكيف يمكن لعاقل أن يربط ادعائهم الصمود بوجه الصهاينة ثم يصرحون بخوفهم على أمن الصهاينة في حالة رحيل أنظمتهم الخائنة؟! وكأن الصوت صادر من كيانين بينهما من العلاقات السرية والدفاع المشترك وحماية كل منهما للآخر الشيء الكثير. وأمام التفنيد والإثبات والتعمية والتصريح الواضح والبين تنكشف حقيقة هذه الأنظمة التي تدعي المقاومة والممانعة والصمود، وهي تحاول أن تستعين بالصهاينة في ساعاتها الأخيرة، للتغطية على جرائمها التي ارتكبتها بحق الشعبين السوري والليبي، معتمدين على دعم حلفائهم الذين خدموهم كل سنوات حكمهم الأربعين، وعملوا بكل إخلاص على تامين الحدود لهم، ولكن الحقيقة البينة والواضحة أن الشعب إذا قال لطاغيته بان يرحل فإن عليه أن يستعد للرحيل من فوره، ولو وقف كل طغاة العالم أمام عدم حصول هذا الرحيل. والشعوب لن تسامح أحداً تآمر على دمائها، وخصوصاً أن مزاعم وادعاءات هذه الدول بالمقاومة قد كشف كذبها، ووضح أنهم حراس حدود للصهاينة وحماة لأمنهم، لأن إرادة الشعوب من إرادة الله عز وجل، وسنة من سنن الله في خلقه، والعاقبة للمتقين. احمد النعيمي [email protected] http://ahmeed.maktoobblog.com/