ترحم المصطفى المعتصم أحد السياسيين الخمسة المفرج عنهم عن ” البوعزيزي” قائلا : لقد فتح أعيننا على شيء مهم جدا وهو أن الاستبداد والفساد مهما توغل ومهما تجبر فإن مصيره الزوال، وأنه لا يصح إلا الصحيح وبأن الخيار الديمقراطي هو الخيار الصحيح القادر على حمايتنا كأمة ويحمي النظام كنظام ويحمي مستقبلنا. وتمنى المعتصم في حوار ه مع التجديد أن يكون إطلاق سراحهم حلقة في سلسلة من التحولات الإيجابية كمراجعة الدستور وإعطاء صلاحيات لهيأة محاربة الرشوة ومجلس المنافسة، وان يتم طي ملف الاعتقال السياسي فورا بإطلاق سراح كل الأبرياء وهم كثر، ثم فتح حوار مع بعض المعتقلين الذين قد يكونوا أخطؤوا في لحظة من اللحظات، ولكن قاموا بمراجعات. وقال المعتصم إنه مستعد لأن يجوع، ومستعد لأن يبقى بدون دخل، ويقبل تأجيل أي طلب باي محاسبة، ولكنه غير مستعد لأن يتخلى عن المعركة من أجل تحقيق الانتقال الديمقراطي. في هذا الحوار تقرؤون أيضا تفاصيل عن حياته في السجن وعن لقاء الأهل والأحباب وقضايا أخرى: هل لك أن تحدثنا عن حياتك في السجن خلال هذه المدة، ما أهم ما ميزها؟ أولا اشكر جريدة ”التجديد” على هذه العناية الخاصة منذ فترة اعتقالنا، وفي الواقع لولا ”التجديد” وصحف أخرى لكانت الرواية الرسمية على الأقل على المستوى الإعلامي قد فعلت فينا الأفاعيل، لكن الحمد لله على وقفة الشرفاء والإخوان الذين دافعوا عنا باستماتة. الواقع أن السجن هو مدرسة، وكما يسميها الإسلاميون المدرسة اليوسفية، فهي فترة الاستراحة وفترة التأمل، وفترة مراجعة الكثير من الأمور ولتقييم مرحة من الحياة، وأيضا السجن مناسبة للتقرب أكثر من الله سبحانه وتعالى، ومناسبة لتجديد المعارف، وكانت أيضا مناسبة للتعرف على المجتمع المغربي، وأنا أتمنى على كل زعماء الأحزاب السياسية المغربية معاينة السجون المغربية حتى يعلموا معاناة مجتمعنا وحجم مشاكله. كيف دبرتم العلاقة مع الأسرة كزوج وأب ومع باقي أفراد العائلة؟ وكيف عشتم البعد عنهم؟ بدءا كان يجب تجاوز الصدمة، لأنه أن تنشئ أبناءك على قيم الديمقراطية والحوار والانفتاح على الآخر، وتجسد هذه المبادئ، والتي هي جزء من المنظومة الديمقراطية، وبين عشية وضحاها يرى أبناؤك أنك إرهابي وتهدد أمن البلاد كل هذا أمام التغطية الإعلامية المكثفة والحملة الإرهابية الإعلامية والهجمة الرسمية لذا حصل شعور بالاضطراب لدى زوجاتنا وأبنائنا وبناتنا، لكن بعد مرور الصدمة بدأت النفوس تهدأ، وبدأت الروابط تتكتل ليس فقط بين أسرنا ولكن بل مع العائلات والإخوان في الحزب ومع الإخوة خارج أرض الوطن ومع الأحزاب والنقابات والجمعيات الحقوقية وفعاليات المجتمع المدني، بدأت الروابط من جديد، بدأت تتأسس لجان الدعم والمساندة وحملات للتضامن والمساندة كما بدأ الهجوم المضاد والذي تكلل بإعلان المجتمع على براءتنا قبل أن يثبت هذا في الأشواط الأولى للمحاكمة. تقاسمت مع باقي المعتقلين أجواء الاعتقال فكيف عشت علاقاتك معهم؟ كما قلت في البداية كنا نريد أن نفهم ما الذي يجري حولنا خصوصا في الأيام الأولى، وفي هذه الفترة ساعدتنا هيأة دفاعنا التي نتوجه إليها بهذه المناسبة بخالص الشكر والتحيات وجزاها الله عنا خير الجزاء، خصوصا خلال فترات الزيارة، إذ كانت المناسبة لتبادل الآراء حول ما جرى حولنا، وقد كنا نريد أن نفهم جيدا هذه النازلة، خصوصا وأنه تم الهجوم علينا في الوقت الذي كنا نعتقد أن هناك انفتاحا، وفي الوقت الذي كنا نمارس العمل السياسي وبشهادة الجميع في قلب العملية الديمقراطية في قلب الجسم الديمقراطي. أريد أن أشير إلى أن لقاءاتنا في السجن كانت محدودة، في بعض الأوقات خصوصا حينما كنا نذهب للمحكمة كان لدينا متسع من الوقت كي نتحدث أكثر في ما بيننا، ولكن بشكل عام كنا معزولين عن بعضنا البعض، مما ساهم في عدم التقائنا أكثر والمناقشة في ما بيننننا أكثر. كيف كنت تدبر وقتك في السجن؟ بحكم أنني كنت في عزلة كنت أستيقظ في الفجر ثم أعود للنوم خصوصا وأن باب الزنزانة كان يفتح على الساعة التاسعة صباحا، ثم إعداد الفطور، والقيام بواجب النظافة لأن الفضاء ضيق مساحته متران على ثلاثة أمتار، وبعد ترتيبه وتنظيفه، أرجع للمطالعة إلى حدود الحادية عشر والنصف، ثم الخروج للمشي في فسحة ثم تناول وجبة الغذاء والصلاة وتعقبها قيلولة، وبعد العصر أتفرغ للمطالعة والقراءة والكتابة وفي الليل وبعد صلاتي المغرب والعشاء كنا نتابع الأخبار على القناتين الأولى والثانية وبعض الإذاعات وللأسف كانت الفترة ضيقة، حيث كنت أتفرغ إما للكتابة أو للمطالعة قليلا بحكم مشكل البصر، وغالبا ما كنت أكتب أكثر مما أطالع، لكن الأزمة الحقيقية والسجن الحقيقي عشته مع الإعلام المغربي وأتمنى للساهرين على الإعلام المغربي خصوصا المشرفين على نشرة الأخبار أن ينعزلوا لا أن يسجنوا مع القناة الأولى والثانية حتى يحسوا بالمعاناة التي يحس بها الإنسان المغربي الذي لا يتوفر على جهاز الاستقبال الهوائي. هل يمكنك أن تحدثنا عما قرأت أو حفظت وكتبت خلال فترة اعتقالك؟ طبعا كنت أحاول حفظ ما تيسر من القرآن الكريم رغم ان ذاكرتي لم تعد تسعفني على الحفظ ومع ذلك وفقني الله لحفظ بعض الأجزاء داخل السجن. وكما قلت كنت أكتب خصوصا في الليل واقرأ في النهار. وهناك كتابات نشرت لي في بعض الصحف والمواقع الإلكترونية. ويصعب تحديد رقم عدد المقالات بالضبط، لكن هناك ما يزد عن ثلاثين مقالا، وهناك مقالات أخرى لم تنشر، ويمكن نشرها في وقت لاحق. وكيف كانت تصل المقالات إلى الجرائد؟ عن طريق العائلة. كيف كان تواصلك مع العالم الخارجي: متابعة الإعلام وإيصال الأخبار...؟ كما قلت، خلال ثلاث سنوات كان بإمكاننا فقط كتابعة القناتين الأولى والثانية وهنا المعانات الحقيقية ومن بعد أضيفت قناة ميدي 1 سات حيث لمسنا نسبيا وجود تغيير، كنت أستمع للإذاعات، وللأسف الشديد بسبب حالة التشويش على الهواتف التي تقوم إدارة السجن بها كان يصعب أن نلتقط إذاعات من الخارج وقد كنا نكتفي بميدي 1 وإذاعة سوا، كما أن الجرائد كانت تصلنا هناك جرائد وكنا نقتنيها لمدة اسبوع من داخل السجن لأن أغلب الجرائد الوطنية تدخل إلى السجن وهناك أيضا بعض الجرائد والمجلات ليس لها مكان بالسجن وقد كنا نحصل عليها عن طريق العائلة خلال كل زيارة والتي كانت تتم مرة كل أسبوع. بالنظر إلى ما قبل الإفراج عنك، كيف تنظر إلى المغرب في ظل فتح ورش تعديل الدستور وما يصاحبه من نقاشات؟ أنا بطبعي متفائل، ولما تولى العاهل المغربي محمد السادس زمام الحكم سنة 1999 كنت متفائلا جدا حتى أن بعض الإخوة آخذوا علي بسبب هذا التفاؤل، في إمكانية تحقيق الانتقال إلى الديمقراطية، مع العاهل الجديد، وبالفعل المغرب دخل في خطوات ليس منذ 1999 بل منذ 1994 وواكبناها وساهمنا فيها على كل حال، لكن جيوب المقاومة عملت كل ما في وسعها كي توقف سيرورة الانتقال الديمقراطي، وبكل ألم أقول أنهم نجحوا في مهمتهم خصوصا بعد 2007 و 2011 ، وكما تعلم أخي فالديمقراطية تعني الشفافية وهؤلاء لا يحبون الشفافية، والديمقراطية تعني المحاسبة وهؤلاء لا يحبون المحاسبة، والديمقراطية هي منتوج الليبرالية تعني الكدح والعمل إلى آخره، وهناك قوى تحب منطق الريع، والديمقراطية تعني أن العدالة يجب أن تأخذ مجراها ومحاسبة اللصوص والفاسددين وناهبي المال العام وهناك أناس غير مستعدين للمحاسبة والمساءلة، وبالتالي فإذا كان ظهورهم قل في بداية العهد الجديد ومباشرة بعد 2001 أي بعد 11 شتنبر حينما انخرطت بلادنا في محاربة الإرهاب، وبالأخص بعد الأحداث الإجرامية ل 16 ماي 2003 دخلنا في سيرورة أخرى إذ عاد الذين سبق أن توارواعن الأنظار بعد أن كشروا عن أنيابهم وكادوا أن يقودوا المغرب نحو ”البنعلة” نسبة إلى بن علي، أي إقرار النموذج التونسي، وكنت أتألم لأنه سنة 2005 زرت تونس، وكنت أدافع عن النموذج المغربي وعن التحولات التي عرفها المغرب وعن المصالحة التي عرفها المغرب، ففي الوقت الذي كان فيه هؤلاء يدافعون عن النموذج التونسي وهم المستفيدون من هذا النموذج، تحديت البوليس التونسي والجبروت التونسي وذهبت إلى تونس لأبشر بالنموذج المغربي، اليوم الحمد لله أقول أننا لم نكن مخطئين والذين كانوا على خطإ هم أولئك الذين كانوا سيجرون الملكية نحو النموذج التونسي وأتمنى على الأقل أن يعترفوا لنا بهذا الأمر. كيف قرأت العفو السياسي وما هو السياق الذي جاء فيه؟ أنا كما قلت في الكلمة الأخيرة وأنا يحكم علي ب 25 سنة في المحكمة الابتدائية، كتبت مقالا بعنوان ”أجل ثورة الأمل ثورة ملك وشعب”، وهو موجود في بعض المواقع على الأنترنيت، حددت فيه تصوري للمرحلة لأنني بقيت مؤمنا بأنه بالعهد الحالي وبالإرادات المتوفرة في المجتمع المغربي سياسيالة والمدنية والحقوقية والنقابية أو حتى في بعض الإرادات داخل مراكز القرار يمكن أن نحقق الديمقراطية، ورحم الله الشهيد البوعزيزي لأنه فتح أعيننا على شيء مهم جدا وهو أن الاستبداد والفساد مهما توغل ومهما تجبر فإن مصيره الزوال وأنه لا يصح إلا الصحيح وبأن الخيار الديمقراطي هو الخيار الصحيح القادر على حمايتنا كأمة ويحمي النظام كنظام ويحمي مستقبلنا، وفتح البوعزيز أعيننا حتى نقرأ هذا الواقع فالمغرب ليس في جزيرة، وهو يتعامل مع محيطه المغرب عاش كما عاش العالم الأزمة الاقتصادية ولا يزال، والمغرب يتفاعل مع الزلزال الذي عرفه الوطن العربي والمغرب سيتفاعل مع زلزال مقبل سيكون في أوربا المقبلة على رفض العولمة المتوحشة، ولا مع زلزال إفريقيا لأنها هي المتضرر رقم 1 من العولمة المتوحشة، إذن المغرب في إطار هذه التفاعلات مفروض عليه أن يصيغ طريقه والطريق الوحيد هو طريق الديمقراطية. قراءتي في إطلاق سراحي، أتمنى أن تكون رغبة ونية حقيقية حتى يكون إطلاق سراحنا حلقة في سلسلة من التحولات الإيجابية على كل حال كمراجعة الدستور وإعطاء صلاحيات لهيأة محاربة الرشوة ومجلس المنافسة، هذه مؤشرات تمهد الطريق للتحول الديمقراطي. وأتمنى صادقا أن نذهب في هذا الاتجاه لبناء مغرب ديمقراطي.أيضا أتمنى ان يتم طي ملف الاعتقال السياسي فورا بإطلاق سراح كل الأبرياء وهم كثر، ثم فتح حوار مع بعض المعتقلين الذين قد يكونوا أخطؤوا في لحظة من اللحظات، ولكن قاموا بمراجعات، لأن الهدف ليس ترك الناس في السجون، خصوصا إذا اعترفوا بأخطائهم، ولكن الهدف هو جعلهم يعترفون بخطئهم ومحاولة إدماجهم في المجتمع لأنه حينما يتم اعتقال شخص واحد يمكن أن يتسبب هذا في كارثة اجتماعية ييتم أبناؤه وهو حي، أيضا مشكل الزوجة، ولكن أنا اقولها ومن منبركم هذا ”المجرمون الذين لا زالوا مصرين على إجرامهم ويؤكدون أنهم مستعدون للعودة إلى الإجرام أطالب الدولة أن تحمينا منهم وتحمي المجتمع منهم ولا نطالب بتاتا بإطلاق سراحهم لأنهم يشكلون خطرا على المجتمع”. كيف قرأت الخطاب الملكي ليوم 9 من مارس؟ أعتبر أن الخطاب الملكي لتاسع مارس حمل إشارات إيجابية، وأحسست بنوع من الاطمئان لأنه لم يخطئ حدسي سنة ,1999 إذ كنت أقول إننا يمكن أن نحقق الانتقال الديمقراطي في عهد اللملك محمد السادس والخطاب مؤشر حقيقي على ذلك، لكن لابد من تنبيه الشعب المغربي إلى وجود جيوب المقاومة وبكثرة، وأن معركة الديمقراطية لا تزال طويلة وأن جيوب المقاومة يمكن أن تحني رؤوسها مكرهة تحت الظرفية لكن هذا لا يعني أنها ستغيب، وعليه لابد من أن نتسلح باليقظة ونحتاط حتى لا تقع الانتكاسة والرجوع إلى الوراء، وهنا يظهر لي الدور الإيجابي الذي يمكن أن يلعبه شباب 20 فبراير والذين أحييهم بهذه المناسبة أقول أنه بفضل نزولهم المستمر للساحة فهم يقولون للبعض من الذين ينتظر هدوء الشارع كي يرجع إلى إعاقة الانتقال الديمقراطي أن الشعب يقظ ومتأهب للدفاع عن مكتسباته. ما أهم مطالبكم بعد العفو: جبر الضرر، الاعتذار وماذا أيضا؟ أنا مستعد لأجوع، ومستعد أن أبقى بدون دخل، الآن لا ستطيع الذهاب للعلاج بالمستشفى بالرغم مما أعانيه من انعكاسات صحية، أقبل تأجيل أي طلب باي محاسبة، ولكن لست مستعدا لأن أتخلى عن المعركة من أجل تحقيق الانتقال الديمقراطي. اليوم بالنسبة إلي أولى الأولويات هي النضال أمام كل شرفاء هذه الأمة كي نصل إلى الديمقراطية الحقيقية، والمطالب الأخرى هي امور أعتقد أنها بسيطة وستأتي في وقتها. كيف تقيمون تدبير دفاعكم للملف، وعمل لجنة الدعم؟ سيكون من قلة أدبي تقييم عمل هيئة الدفاع، فأنا لا أستطيع أن أقيم عملها، لأن أفرادها أحسنوا في كل شيء وتوفقوا في كل شيء جزاهم الله خيرا، نحن لم نكن أمام دفاع يأخذ أتعابا ومقابلا ماديا كنا أمام دفاع يسافر لأوربا من ماله الخاص للدفاع عن قضيتنا، ويسكن في فندق من ماله الخاص، كي ينظم وقفة تضامنية معنا ويصرف من جيبه أموالا للاتصال عبر الهاتف وهناك من المحامين من كان ينفق ما بين ألف درهم وألفين أو أكثر من أجل االمكالمات الهاتفية، البعض منهم تجده ببيروت ويتصل بالمغرب من أجل التعبئة لوقفة تضامنية معنا، في المسطرة القضائية تجد محاميا من هيئة الدفاع يسافر عبر الطريق السيار من الرباط إلى فاس عبر سيارته الخاصة ويؤدي حوالي 800 درهم كمصاريف الملف كي يحصل عليه، نحن كنا، أمام أناس شرفاء، لا يمكن لي أن أشكرهم فالله سبحانه وتعالى سيجازيهم وأنا أتشرف بمعرفتهم وأنحني أمام هالتهم العليا. طبعا أسجل أيضا ان قضيتنا حظيت بإجماع كل الحساسيات من إسلاميين ويساريين وحقوقيين، ومن صحافة أيضا، وبما أنني أتوجه بالشكر للجنة المساندة لا أنسى أن أشكر المناضل الكبير محمد بنسعيد آيت يدر والذي أنحني تقديرا له على ما بذله من أجلنا إلى جانب لجنة الدعم والمساندة. كيف تقيمون تعاطي الإعلام مع ملفكم؟ طبعا الإعلام الرسمي كان في البداية عدوانيا، وللأسف الشديد بعض الصحف سايرت تلك العدوانية، لكن نسجل أن هناك منابر إعلامية مستقلة لعبت دورا رئيسيا وأساسيا منذ بداية قضيتنا إلى نهايتها، أشكرهم من أعماق قلبي أشكر أنوزلا، وأشكر بوعشرين، ونادية البوكيلي، وأشكر الإخوة في ”التجديد”، والمساء، على كل حال وآخرون وهم كثر ومن لم أذكر اسمه أعتذر له، فالجسم الصحفي أظهر تعبئة خاصة ولولاه لكانت قضيتنا على الأقل وجدت معاناة في التعريف بها لدى الشعب المغربي. وما قولكم بخصوص تدبير وتعاطي الجمعيات الحقوقية مع ملفكم؟ أيضا لا بد من أعبر عن إعجابي بهذه الجمعيات الحقوقية دون استثناء، وبالمناسسبة أوجه تحية خاصة، وليسمح لي الرجال، تحية للمرأة الحقوقية، تحية للأخت خديجة الرياضي وأمينة بوعياش وخديجة المروازي، وأقول النساء لأبين أنهن لعبن دورا مهما في معركتنا، أيضا داليت فيوليت من فرنسا، فأنا اتوجه بالتحية لنساء الحركة الحقوقية وللحركة الحقوقية عموما على الدعم والمساندة لصالح قضيتنا جزاهم الله خير الجزاء. سبق للجنة دعمكم أن خاضت معارك ومحطات من أجل إطلاق سراحكم، دون نتيجة، وهناك من يتحدث عن كون شباب 20 فبراير كانوا وراء معانقتكم للحرية، ما قولكم؟ شباب 20 فبراير عبر على مكبوت، لأنني اليوم حينما أسمع النشيد الأخير لجمهور الرجاء البيضاوي 95 في المائة منهم ليسوا من شباب 20 فبراير، ولكن حينما يعبر عنها جمهور الرجاء فهو يعبر عن مكبوت، فشباب 20 فبراير كانت عندهم الجرأة، جرأة الشباب، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ”أوصيكم بالشباب، فقد نصرني حينما خذلني الشيوخ”، فهؤلاء الصغار هم كبار هذه الأمة، إذ كانت لهم الجرأة التي لم تتوفر لدى الكثيرين كي يعبروا عن مكبوت الشعب المغربي وجعلوا مجموعة من مطالب الشعب المغربي في أجندة نقاش وطني أشكرهم وأحييهم وأحيي فيهم استمرار اليقظة. شباب 20 فبراير أوضح مسألة أساسية وهي أن المغاربة شعب واع، شعب ليس كما يصوره البعض، حينما ترى مثلا شباب 20 فبراير يقول لا لموازين ليس لأنه لا يحب الموسيقى خصوصا وان منهم كثير ممن يحب الموسيقى، لكن لأنه يرفض الابتذال، يرفض الميوعة، ويرفض نهب المال العام واستغلاله في مهرجانات يرفض شكل المهرجانات هذه كلها رسائل، لو ان العدالة والتنمية والعدل والإحسان والبديل الحضاري قالوا لا نريد مهرجان موازين لقيل هؤلاء ضد الموسيقى، لا الشباب يقول نحن ضد المهرجان لأن هذا الأخير به نهب للمال العام وأنه لا يعكس ثقافتنا ولا هويتنا إلخ، ..هذا وعي إذا لم ننتبه له وإذا لم نحس بهذا النبض في الشارع سنفوت على بلدنا فرصة مهمة جدا، والحمد لله على كل حال. المهم كان هناك حراك اجتماعي سياسي ونقابي وثقافي وتم التفاعل مع هذا الحراك حتى على مستوى سلطات القرار وخطاب 9 مارس هو تفاعل مع نبض الشارع. حل حزبكم من قبل الوزير الأول كيف ترون الإجراء وما هي الخطوات المقبلة؟ للأسف الشديد كان قرارا ظالما وجائرا، خصوصا وأننا كنا نتحدث عن دخولنا إلى عهد جديد، وهذا لم يحدث حتى في أحلك سنوات الرصاص، والخطير أنه حينما نطعن في القرار على المستوى المحكمة الإدارية لا نتلقى الرد حتى من الجهات التي قامت بحل الحزب، نتمنى أن يوضع حد لهذا العبث في الحياة السياسية، ولنفرض جدلا أنني والأخ الأمين الركالة متورطين، فهل هذا يسمح بحل حزب، حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية كم من مرة اتهم أنه متورط في عملية قلب نظام الحكم ومع ذلك لم يقم النظام المغربي بحله على الرغم من سنوات الرصاص، أتمنى أن تتم معالجة الأمر في القريب العاجل، نحن لازلنا نشتغل كحزب نصدر بياناتنا وبلاغاتنا، صحيح أنه لم تتم استشارتنا بخصوص الإصلاحات الدستورية لكننا أعددنا مذكرة في الموضوع وسنقدمها للرأي العام قريبا، سنناضل من أجل انتزاع حقنا ونأمل مادامت الطريق معبدة أن نرجع للاشتغال في إطار حزبنا. كلمة اخيرة أشكر الإخوة والأخوات في جريدة ”التجديد” على ما فعلوه معنا في الماضي، وعلى ما فعلوه في هذه الأيام، بمناسبة إطلاق سراحنا، وأشكرهم لأنني أعلم أنهم في المستقبل سيكونون مع القضايا العادلة. أتوجه لأصحاب القرار السياسي، وأقول لهم أتمنى ان يطلقوا سراح باقي المعتقلين السياسيين الأبرياء عاجلا وفتح حوار مع من قاموا بمراجعات من أجل إطلاق سراحهم في القريب العاجل، وطي هذا الملف كي ننخرط في بشكل كلي كمجتمع بمختلف توجهاته وقواه الحية لبناء الدولة الديمقراطية.