شرع عدد من المسؤولين المحليين بالحسيمة في استقراء آراء الشارع بطريقتهم الخاصة، بخصوص الانتخابات التشريعية. ولم تحسم جل الأحزاب بالمنطقة في مرشحيها، باستثناء حزب " الميزان "، إذ يظل النائب البرلماني نور الدين مضيان، أبرز المرشحين للظفر بتزكية الحزب بالدائرة ذاتها، بدون منافس يذكر. وينتظر أن يواجه حزب الأصالة والمعاصرة صعوبات كثيرة في الحسم بشكل نهائي في وكيل لائحته بالدائرة نفسها، بسبب وجود وجهين لهما حضور قوي بالمنطقة، أحدهما برلماني ترشح خلال انتخابات 2007 باسم جبهة القوى الديمقراطية، والآخر رئيس جهة تازةالحسيمة تاونات، والرئيس السابق لبلدية الحسيمة،وترشح في الانتخابات الأخيرة برمز "الكتاب"، ما سيصعب مأمورية الحسم، ويجعل أحدهما خارج صفوف الحزب في حال عدم تزكيته وكيلا للائحة "البام"، وربما سيضطر للبحث عن لون سياسي آخر. وقالت مصادر مطلعة، إن "البام " سيعرف جدلا ساخنا حول اختيار مرشحيه للاستحقاقات البرلمانية المقبلة في ظل رغبة كل من محمد الأعرج ومحمد بودرة في تزكيتهما وكيلين للائحة. وفي السياق نفسه، يتداول عدد من المواطنين بالحسيمة تزكية امحمد الناجي، الكاتب المحلي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والمستشار بجماعة تفروين، وكيلا لحزب "الوردة " بالدائرة نفسها، غير أن مصدرا مطلعا أكد أنه لم يتم بعد الحسم في الدائرة الانتخابية المذكورة، مشيرا إلى أن الحزب يعتمد في ترشيحاته على اختيار قواعده ومناضليه. وأفاد المصدر نفسه أن الحزب عازم على دخول غمار الانتخابات التشريعية اعتمادا على الأطر التي يراهن عليها في ظل التحول الذي يعرفه المشهد السياسي بالمغرب، مضيفا أن أعضاء الحزب، عقدوا اجتماعات على مستوى الإقليم، أفضت إلى الاتفاق على ضرورة تهييء لائحة قوية، وفق معايير خاصة، تراعي بالخصوص الكفاءة والشعبية وعمل القرب. ويسير التجمع الوطني للأحرار نحو تزكية النائب البرلماني إسماعيل الرايس، وكيلا للائحة الحزب بالدائرة ذاتها، بالنظر إلى ما حققه من أرقام خلال ترشحه في الانتخابات الماضية. وقال مصدر مطلع إن الأحرار يتجه إلى تزكية البرلماني الذي سبق له أن فاز في الدائرة نفسها بالنظر إلى حظوظه في الحفاظ على مقعده النيابي. إلى ذلك، مازال حزب العدالة والتنمية لم يحسم بشكل نهائي في شأن تحديد وكيل لائحته بالدائرة الانتخابية بالحسيمة، شأنه في ذلك شأن الاتحاد الدستوري والحركة الشعبية وحزب العهد، وإن كان البعض يتداول اسم البرلماني السابق محمد لبحر للترشح برمز «الفرس» وأحد المحامين برمز «السيارة «. وتتوقع عدة مصادر ارتفاع عدد المرشحين لهذه الانتخابات في الأيام القليلة المقبلة، نظرا إلى أن التوجه الذي يطغى على المنطقة هو الانتصار لابن الجماعة بمنطق معاكس للالتزام الحزبي، وأصبح على كل مرشح أن يؤمن أصوات منطقته، دون القيام بعملية إغارة على أصوات منطقة منافسيه. وأبدى العديد من المواطنين بالمنطقة تخوفهم من استمرار وجود عقليات تؤمن بلغة المال والبيع والشراء، ولا تعير الاهتمام للبرامج السياسية أو الحزبية أو التنافس المبني على المنطلقات والبرامج. وقال مهتمون بالشأن السياسي بالمنطقة، إن عددا من السيناريوهات باتت تنتظر الخريطة السياسية في دائرة الحسيمة، كما أن تحديات عديدة تنتظر هي الأخرى البرلمانيين الذين سيحالفهم الحظ في هذه الانتخابات، في الوقت الذي أكد فيه آخرون أنهم ملوا الخطابات السياسية التي تلتقطها آذانهم في كل مناسبة انتخابية، وطالبوا الأحزاب بالكثير من الحزم والصرامة في توجيه من منحتهم التزكية لقيادة لوائحها، والتشديد عليهم بأن يكونوا في مستوى تطلعات المواطن الذي يحلم أن يعيش عيشة الكرماء الذين يتمتعون بخيرات بلدهم. الصباح