رغم مرور سنوات على المصادقة على عدد من المشاريع التنموية المهمة بإقليمالحسيمة، لا تزال هذه الأخيرة تراوح مكانها، في ظل بطء الإجراءات الإدارية وتعدد المتدخلين، ما يطرح علامات استفهام حول الجهة المسؤولة عن هذا التعثر، خاصة عندما يتعلق الأمر بمشاريع مهيكلة ذات طابع بيئي واقتصادي واجتماعي. مشروع إحداث منصة لوجيستيكية بجماعة إزمورن يعد واحداً من أبرز المشاريع المتعثرة، حيث صادق مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة على اتفاقية شراكة بشأنه خلال دورة أكتوبر 2023، وتمت إحالة الاتفاقية إلى عامل الإقليم في 23 من نفس الشهر لاستكمال التوقيعات. ومنذ ذلك الوقت لا يزال المشروع مجمداً في رفوف الانتظار. أما مشروع تهيئة منتزه تدغين، الذي صودق عليه منذ يوليوز 2021، فيعاني بدوره من تأخر كبير، رغم تخصيص مجلس الجهة مبلغ 5 ملايين درهم لإنجاز الدراسات اللازمة. وقد التزمت مختلف الجهات المعنية، من بينها الوكالة الوطنية للمياه والغابات، بالمساهمة في المشروع، غير أن الاتفاقية لا تزال قيد الدراسة منذ سنوات. وبالمقابل، يشهد متتبعو الشأن الجهوي سرعة كبيرة في إنجاز مشاريع مماثلة بعمالات وأقاليم أخرى ضمن نفس الجهة، مما يثير استياء واسعا في صفوف الساكنة المحلية بإقليمالحسيمة. ويحمّل العديد من الفاعلين المحليين رئيس الجهة المسؤولية المباشرة عن هذا الإقصاء، متهمين إياه ومعه بعض القائمين على المجلس الجهوي بتعمد تهميش الإقليم لأسباب قد تكون سياسية، في تناقض تام مع شعارات العدالة المجالية والتنمية المنصفة. في ظل هذا الوضع، تبقى ساكنة إقليمالحسيمة هي الخاسر الأكبر، في انتظار أن تتحرك الجهات المعنية لرفع الحيف عن المنطقة وتسريع إخراج هذه المشاريع إلى حيز التنفيذ، بدل تركها رهينة للتماطل الإداري والحسابات السياسية الضيقة.