خصصت جماعة الحسيمة ميزانية تفوق 700 مليون، من أجل تأهيل وتهيئة ساحة الريف المعروفة محليًا باسم "فلوريدو" وساحة إفريقيا، في خطوة تهدف إلى إعادة الاعتبار لهذين الفضاءين الحيويين بقلب المدينة. وقد أعلنت الجماعة عن طلب عروض مفتوح أمام المقاولات، قصد التنافس على الظفر بصفقة إنجاز هذه الأشغال، التي طالما انتظرها سكان الحسيمة لسنوات طويلة. وتأتي هذا المشروع استجابة للمطالب المتكررة التي رفعتها فعاليات المجتمع المدني، والتي دقت ناقوس الخطر منذ سنوات حول الوضعية المتدهورة التي وصلت إليها ساحة فلوريدو، التي تعد ذات رمزية تاريخية، باعتبارها القلب النابض للمدينة، حيث كانت في ما مضى فضاءً مزدهرًا يعج بالحركة والنشاط، قبل أن تؤول إلى حالة من الإهمال والتدهور. وكانت جمعيات مدنية قد وجهت سابقًا رسالة إلى عامل إقليمالحسيمة، أوضحت فيها أن ساحة الريف "فلوريدو" فقدت بريقها، وتحولت إلى منطقة مهجورة بعد إغلاق المنافذ الرئيسية المؤدية إليها، مما زاد من عزلة المكان. كما أشارت الرسالة إلى أن نافورة المياه، التي كانت تزين قلب الساحة، أصبحت مطرحًا للنفايات ومرتعًا للكلاب الضالة، نتيجة غياب الصيانة وغياب أي تدخل للإنقاذ. ويشتكي سكان الحسيمة أيضًا من ضعف البنية التحتية في الساحة، حيث تغيب الفضاءات الخضراء، وتظل الإنارة العمومية ضعيفة، ما يجعل المكان غير آمن ليلاً، فضلاً عن انتشار الروائح الكريهة بسبب تراكم الأزبال. كما تعرف المنطقة فوضى في حركة السير واحتلال الأرصفة من قبل السيارات، مما يعرقل تنقلات المواطنين ويزيد من فوضى المشهد العام.