سوق احد الرواضي من الأسواق المعروفة بالريف الأوسط، الى جانب أسواق كبرى مثل سبت امزورن واثنين ايث بوعياش وخميس تمسمان ... . يبعد هذا المركز عن الحسيمة ب 30 كلم جهة الغرب على الطريق الساحلية. وهو سوق قديم كانت له ولا تزال مكانة تجارية واقتصادية واجتماعية هائلة، لكونه ملتقى تبادل السلع المحلية والوافدة، ويسمى كذلك "حد إبقوين" لموقعه وسط هذه القبيلة. يزوره البائعون والمتسوقون من قبيلة بقيوة وايت يطفت وبني بوفراح وبني ورياغل (تازغين، ايت قمرة ...) وتجار من امزورن ومن مناطق أخرى. كما يزوره متسوقون من الحسيمة ومن إزمورن لاقتناء أضاحي العيد خصوصا. ومن مميزات هذا السوق، إلى جانب الخضر والفواكه والمواد الغذائية ومختلف السلع المصنعة، أنه يتوفر على منتوجات تقليدية محلية خصوصا الدوم والحلفاء، والأدوات الفلاحية التقليدية مثل صفائح الدواب والبرادع والمعاول والفؤوس والمحارث الخشبية .... وهو معروف كذلك ببيع المواشي كالبغال و والحمير والأبقاروالغنم والماعز والدواجن بشتى أنواعها. وبعد أربع سنوات من انتظار تتمة إعادة تشييد هذا السوق، الذي تعثرت أشغاله عدة مرات، مع كل المعاناة المصاحبة لذلك الانتظار، (معاناة مست كل من الجماعة والتجار والزبناء)، افتتح السوق أخيرا في ربيع 2023. وسرعان ما عجت ساحاته بكل أنواع السلع: خضر طرية بكل أصنافها، فواكه موسمية وغير موسمية، أسماك بشتى أنواعها، أسماك طرية قادمة من الحسيمة ومن كلايريس ومن مراسي قريبة، منتوجات مصنعة بمختلف موادها وأشكالها، ومطاعم مؤقتة (متنقلة) تفوح منها روائح الشواء على الفحم الخشبي ومختلف الوجبات. خلاصة القول: سوق أسبوعي شعبي واسع وصاخب. والسوق يحتوي على مجزرة في انتظار التجهيز، ومحاط بحوانيت (متاجر) عديدة وكافية في انتظار السمسرة والتسليم. وخارج السوق توجد أماكن كثيرة وآمنة لموقف السيارات والشاحنات. بذلك أصبح سوق احد الرواضي معلمة حضارية وتجارية ناجحة لا سيما وأنها احترمت معايير الفضاء الواسع والمناسب للزوار والساكنة. ويبقى دور السلطة المحلية والجماعة المحلية من الأهمية بمكان في المراقبة والتنظيم والصيانة، لا سيما وأن السوق يعتبر آلية لا بأس بها لتنمية بعض مداخيل الجماعة. ومن بين الملاحظات التي قد ندلي بها في هذا الصدد (إن كان لا بد من إبدائها) : تجهيز المجزرة، تشييد مراحيض عمومية ولو مؤدى عنها (لرفع الضغط عن المقاهي وعن الفضاء العام)، ترصيف بعض الأماكن المتبقية، إخلاء المدار الأسفلتي داخل السوق وخارجه وتخصيصه للمتسوقين و للمركبات والشاحنات وسيارة الإسعاف...، تحديد مكان لبيع المواشي وتجهيزه (أسوار، ترصيف، أوتاد لربط الماشية...). وفي الأخير، يبقى هذا السوق معلمة ناجحة ونافعة للتبضع والتبادل التجاري والتواصل الاجتماعي في احترام تام لقواعد اللباقة والأدب المعروف بهما سكان هذه النواحي من إقليمالحسيمة .