السعودية هي الدولة التي يتزعم شعبها الإيمان بأن الله، سبحانه، هو خالق الوجود وكل كائن حي، وفق استطلاع عالمي نظمه معهد "إيبسوس" الشهير بدراسات واستطلاعات من هذا النوع، وبث نتائجه الاثنين 25-4-2011 في موقعه على الانترنت، وشمل 18 ألفاً و531 شخصاً من 24 دولة في 5 قارات ممن أجابوا عن سؤالين آخرين: الإيمان بالله ومصير الإنسان بعد الموت. وقال "إيبسوس" في استطلاعه إن السعوديين أجابوا عبر الانترنت عن سؤال واحد فقط، وهو المتعلق بمن خلق الوجود والحياة، وهل كانت الخلائق بإرادة إلهية أم ظهرت بعوامل مختلفة وتطورت ببطء من انحطاط سابق، كما القردة والسعادين، الى أن صارت ما هي عليه اليوم. نسبة 28% فقط، أي 5300 شخص تقريباً، أجابوا مع السعوديين بأنهم يؤمنون بأن الله، سبحانه، هو خالق كل شيء، وأن الإنسان وبقية الكائنات الحية هي نتاج عملية خلق إلهي بامتياز، ولم تتطور من انحطاط حيواني سابق، بحسب الوارد في نظرية "أصل الأنواع" الشهيرة لداروين. وتزعمت السعودية هذه القلة المؤمنة بالخلق الإلهي للوجود والحياة بنسبة 75% تلتها تركيا (60%) ثم إندونيسيا بالدرجة الثالثة (57%) وجاءت جنوب إفريقيا (56%) رابعة والأولى بين الدول المسيحية، تلتها البرازيل (47%) في الدرجة الخامسة والثانية مسيحياً، فيما جاءت الولاياتالمتحدة في المرتبة السادسة (40%) والثالثة مسيحياً. أما غير المؤمنين بالخلق الإلهي فنسبتهم من المجموع العام 41% واعتقادهم بأن الكائنات الحية تطورت من سلف سلالي منحط، أي قردة وسعادين أو زحافات برمائية بدائية، وتتزعم السويد هذه الفئة الجاحدة وجود الخالق بنسبة 68% ثم ألمانيا (65%) والصين (64%) ومن بعدها بلجيكا (61%) في الدرجة الرابعة. حيرة في نوعية الحياة بعد الموتويؤمن 51% ممن شملهم الاستطلاع الذي لم يتضمن دولة عربية غير السعودية، بوجود ذات إلهية لا نهائية القدرات، فيما لا يؤمن بذلك 18%، بينما قال 17% إنهم غير متأكدين. وجاءت إندونيسا الأولى بين المؤمنين (93%) تلتها تركيا (91%) ثم البرازيل (84%) بالمرتبة الثالثة، علماً أن السعوديين لم يجيبوا عن هذا السؤال باعتباره لم يطرح عليهم أصلاً. أما الجاحدون للذات الإلهية فتزعمتهم فرنسا (39%)، تلتها السويد (37%)، وبلجيكا (36%) ثالثة. وعبّر 51% عن إيمانهم بحياة بعد الموت، في حين قال 23% إنهم يؤمنون بالعدمية الكلية، أي لا وجود بالمرة لأي كائن بعد موته، فيما ذكر 26% أن مصير الانسان مجهول بعد مغادرته الحياة، وهو سؤال لم تطرحه "ايبسوس" على السعوديين أيضاً، ربما لمعرفتها مسبقاً بإجاباتهم. وقال 23% ممن يؤمنون بحياة بعد الموت (وهم 51% من المجموع العام كما ذكرنا) إنه ليس بالضرورة أن تكون تلك الحياة في جنة أو نار، فيما قال 19% منهم إن مستقرها واحدة من الاثنتين، وهناك 7% أعربوا عن اعتقادهم بالتقمص، حيث الروح التي غادرت الجسد في الحياة الدنيا تستقر في آخر بعد الموت وتعيش حياة مختلفة في سلسلة تقمصات لا أحد يدري متى تنتهي، فيما اعتقد 2% فقط أن الجنة هي مكان عيش الانسان بعد موته بالتأكيد. وتزعم المكسيكيون المؤمنين بحياة بعد الموت بنسبة 40% ولكن ليس في جنة ولا نار، تلاهم الروس (34%) ثم البرازيليون (32%). أما الفئة المؤمنة بالتقمص فهي من المجر بالدرجة الأولى (13%) ثم البرازيل (12%) والمكسيك (11%) بالدرجة الثالثة. وجاءت إندونيسيا في الدرجة الأولى بين المؤمنين بأن مصير الانسان بعد الموت هو كما يقول الاسلام: اما جنة وإما نار (62%) تلتها إفريقيا الجنوبية وتركيا (52%) ثم الولاياتالمتحدة ثالثة (41%) ومن بعدها البرازيل (28%) رابعة. واستمر الاستطلاع أسبوعين في سبتمبر/أيلول الماضي، وشمل من كانت أعمارهم بين 18 و64 سنة في 5 دول أمريكية: كنداوالولاياتالمتحدة والمكسيك والبرازيل والأرجنتين، و11 أوروبية: ألمانيا والمجر وفرنساوبلجيكا وايطاليا وبريطانيا والسويد وبولندا وإسبانيا وروسيا وتركيا، و6 آسيوية: السعودية والصين والهند وإندونيسيا واليابان وكوريا الجنوبية، إضافة إلى أستراليا من أوقيانيا وجنوب إفريقيا من القارة السمراء.