نظم ماستر اللغات، الثقافات المغربية والإيكلوجيا، زيارة علمية ميدانية الى مغارة "افرني نعمار" الواقعة بتراب الجماعة الترابية أفسو، والبعيدة عن مدينة الناظور بحوالي 50 كلم جنوبا، وذلك يوم السبت 22 ماي 2021، في إطار وحدات التكوين الموجهة لفائدة الطلبة الباحثين، والتي تروم الى دراسة المواقع الأثرية والثقافية التي تزخر بها المنطقة، وذلك تحت اشراف الاساتذة: مون شيكار، عبد الله ازواغ، سميرة الرايس. هذا، وقد انطلقت الرحلة العلمية من أمام الكلية المتعددة التخصصات الناظور صوب جماعة افسو مرورا بجماعة العروي حيث التقى الطلبة برئيسها، السيد عبد القادر قوضاض، الذي نظم حفل شاي على شرف الطلبة، مبديا استعداده الدائم في تقديم يد المساعدة لما فيه مصلحة للمنطقة، تشجيعا على البحث العلمي. ومن جانبه، عبر الاستاذ مومن شيكار، منسق ماستر اللغات، الثقافات المغربية والإيكولوجيا، بإسم الفريق البيداغوجي وطلبة الماستر بجميل الشكر والعرفان للسيد عبد القادر قوضاض الذي ساهم في انجاح هذه الخرجة الاكاديمية، ووقوفه الدائم إلى جانب الطلبة نصرة للعلم. وفي نفس السياق، قدم الأستاذ عبد الله ازواغ مجموعة من الشروحات حول تاريخ بعض المواقع الثقافية والتراثية التي مرت منها الرحلة، وحضي الطلبة بفرصة للاطلاع عن قرب على مجموعة من المواقع الأثرية ذات القيمة التاريخية والثقافية بالمنطقة والتي تستحق الدراسة والتحليل. وبعيدا عن قاعات الدرس، سلطت الأستاذة سميرة الرايس الضوء على أهمية الثقافة اللامادية التي تُشكل الهوية الامازيغية بالمنطقة، وكيف يجب استثمار هذا الموروث الثقافي الغني والمتنوع لتنمية دائمة ومستدامة. وقد كانت هذه الزيارة فرصة لاطلاع الطلبة بشكل مباشر على المؤهلات الحقيقية للمنطقة وكسب معارف جديدة. وبعد قطع أزيد من عشر كيلومترات من الطريق الوعرة والوصول الى موقع المغارة، قدم الأستاذ عبد الله ازواغ شرح كرونولوجي للأبحاث التي قام بها باحثون من المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث والمعهد الألماني للأركيولوجيا الذي أسفر عن اكتشافات جد مهمة بموقع إفري نعمار الذي احتضن حضارة يعود تاريخها إلى حوالي 180000 سنة، حيث تم العثور على عدد هائل من اللقى الأثرية، وبقايا هياكل عظمية والعديد من الأدوات التي كانت تستعمل في الصيد. هذا، واختتمت هذه الزيارة بتناول وجبة غذاء على شرف الاساتذة والطلبة حيث أكد الجميع على نجاح هذه الزيارة الأكاديمية التي ستساهم بلا شك في التعريف بهذا الموقع الأثري المتميز والغني.