من آداب الإسلام أن تدقٌ أبواب بيوت الناس الذين تود زيارتهم، و لا تدخل حتى تسلم على أهلها، و يأذنوا لك بالدخول، و ذلك أمر إلهي واضح بسورة قرآنية كريمة للذين آمنوا من العباد. غير أنه في أحد العُلَب الصوتية المغربية للهاتف النقال، و من كثرة كرمها و فرحتها بالزوار، فإن بابها مفتوح لك دون أن تدق. فما أن تقترب من المدخل إلاٌ و تجد نفسك داخل العلبة. العلبة الصوتية للهواتف النقالة أُحدِثت أصلا لتقديم الخدمة للزبون الذي يترك رسالة مسجٌلة لمخاطَبِهِ لأنه لا يستطيع الاتصال به مباشرة إما لأن هاتفه غير مشغَل أو لأن بطاريته غير مشحونة بالطاقة الضرورية. ففي كل دول العالم عندما تكون العلبة مشغٌَلة تُشعرُ الزبون بذلك و تعطي له مجالا من الوقت، و تنبٌهه أنه يستطيع الكلام بعد سماعه لنغمة معيٌنة. فإذا تكلم هذا و ترك رسالة صوتية، فإن ثمنها سيُخصمُ من تعبئته. أما إذا لم يفعل، فإن تعبئته ستبقى كاملة. أما لدى شركتنا الكريمة التي تفتح علبتها لنا كَرْها و ليس طوْعا، فبمجرد ما تتخطٌى عتبة بيتها فإن دراهم تعبئتك تبدأ في النُقصان حتى و إن لم تقُلْ كلمة واحدة. و يمكن لتعبئة خمسين درهما لديك، أن تتبخٌر في خمس دقائق. أليست هذه سرقة موصوفة ؟ أمَا مِن أحد يستطيع أن يضع حدٌا لهذا الاستنزاف لجيوب المواطنين ؟ سبحان الله و نعم الوكيل.